بصراحة ... العمال يدفعون الثمن

بصراحة ... العمال يدفعون الثمن

في الصباح الباكر وكما هي العادة يتوافد العمال في أحد المعامل ويبدأ في هذا اليوم المحدد أحاديث العمال بصوت عالٍ حول ما هم مقدمون على فعله هذا اليوم وهو بالنسبة لهم شيء كبير سيقررون فيه ما الذي سيفعلونه ويفعله رب العمل، هم قرروا التوقف عن العمل ولهم مطالب تقدموا بها ولكن لا إجابة لمطالبهم ورب العمل قرر أيضاً أن يستجيب لجزء يسير لتلك المطالب والصراع هنا يبدأ بين إرادتين إرادة المطالبين بحقوقهم وهم يعيشون تحت ضغط الواقع المعيشي المر ويعيشون تحت ضغط شروط العمل القاسية التي تحمل لهم في صحتهم الكثير من المخاطر والإصابات أثناء العمل والسبب بسيط، وهو أن رب العمل يحسب التكاليف إذا ما قام بتأمين أسباب الوقاية الصحية والمهنية للعمال لكل تلك الأشياء قرر العمال التوقف عن العمل والحكاية كما سنرويها وقد سمعناها من أصحابها مباشرةً.

قرر رب العمل زيادة تعويض المعيشة حسب الشهادات التي يحملها العاملون في المعمل 25 ألف لحملة البكالوريا و50 ألف لحملة شهادة المعهد المتوسطة و100 ألف لحملة الإجازات الجامعية والعمال على خطوط الإنتاج نالهم نصيب قليل من تلك الزيادة، وهم المنتجون على خطوط الإنتاج والمعرضون لمخاطر العمل بكل أشكالها وألوانها.
اعترض العمال على تلك القسمة غير العادلة وهم يملكون طرقهم في إيصال رسائل الاعتراض وعدم الموافقة فوصلت تلك الرسائل إلى رب العمل سريعاً وفهمها وقرر تعديلها فجاء التعديل بعدم الموافقة عليه من قبل العمال حيث قرر نسبة مقطوعة تبلغ 35% من الأجر المقطوع ولا تحتسب من الأجر المقطوع فرفضت من قبل العمال وقرروا الإعلان عن موقفهم الرافض له، مطالبين باحتسابها على الراتب المقطوع ولكن رب العمل «شهم» لم يقبل أن تلوى ذراعه من قبل العمال ويقبل بما أرادوه فقرر الرفض لذلك المطلب وتضامن عمال آخرون مع المعمل السابق المتوقف وهذه المرة لم يكن التوقف كلياً بل بقي المعمل يعمل مع توقف جزئي في كل مرة ساعة واحده بالتناوب بين العمال.
رب العمل حاول أن يكون «ديمقراطياً» مع العمال وطلب منهم اللقاء فتم، فكيف افتتح لقاءه بالعمال: أيها العمال أنتم مخربون أنتم لا تفهمون أنتم تعطلون الإنتاج وستدفعون الثمن وما يقصده رب العمل بالثمن هو تسريح العمال من عملهم وهو على يقين إذا ما سرحهم ليس هناك من يدافع عنهم حتى النقابة التي تمثلهم والمفترض أنها المدافعة عن حقوق العمال ومصالحهم كان موقفها صعباً لا تحسد عليه عندما حضر العمال إليها وقالوا ما يجب أن يقولوه بحقه حيث كان جوابها سنقابل رب العمل ونعلمكم بالنتيجة التي كانت تسريح أكثر من خمسين عاملاً.
ما تبقى من كلام سنقوله لاحقاً والكلام كثير بهذا الخصوص.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1046
آخر تعديل على الأحد, 28 تشرين2/نوفمبر 2021 23:25