التصويت على الإضراب ماذا يعني؟
تتصاعد حدة الإضرابات في أوروبا وأمريكا بسبب الأوضاع الصعبة التي يعيشها العمال في تلك المناطق، وخاصة مع تفشي وباء كورونا واتساع نطاقة مما أفقد العمال الكثير من الحقوق وخاصة تدني مستوى الأجور وفقدان فرص العمل والهبوط بمستوى المعيشة لدرجه كبيرة عما كانت علية قبل الإجراءات التي اتخذتها الحكومات الرأسمالية التي صبت بمعظمها لصالح الأغنياء حيث استطاعوا مراكمة المزيد من الأموال المنهوبة من نتاج عمل العمال وأصبحت الثروة ممركزة في أيدي قلة قليلة من الناهبين الكبار.
هذه الأوضاع دفعت العمال للدفاع عن حقوقهم وهذا كان يتطلب تنظيماً لقواهم من أجل خوض معاركهم الطبقية فبدأت تنشأ النقابات بتنظيم جديد وبممارسة مختلفة عن النقابات السابقة التي كانت على وفاق مع القوى الرأسمالية ومهادنة لها مما جعل الطبقة العاملة في مرمى النيران بشكل مستمر حيث بدأ هذا الوضع يتغير كلما أشتد الصراع بين العمال وأعدائهم، فقد أخذت الإضرابات تنتشر في الفروع والمراكز الإنتاجية والخدمية وبتنظيم عالٍ تستند بشكل أساسي على توافق عالٍ بين النقابات الناشئة وبين العمال، وأصبح الإضراب يعلن بالتصويت من قبل العمال على القيام به، وهذا الأمر يكسب النقابات قوة إضافية في الذهاب بالمطالب إلى الحدود التي تلبي مطالب العمال وتعبّر عن حقوقهم المطلوب انتزاعها تارة عبر المفاوضات وتارة عبر الإضراب المباشر وهذا السلوك الذي تسلكه النقابات مع العمال يجعل منها قوة لا يستطيع ر أس المال تجاوز مطالبها ويضطر أرباب العمل للجلوس على طاولة المفاوضات تحت ضغط العمال المضربين عن العمل.
لم تقتصر الإضرابات على بعض الفروع، بل أصبحت شاملة تغطي الشركات ومراكز العمل الأخرى التي تتضامن مع الفروع المعلنة للأضراب.
إن استمرار العمال في تنظيم أنفسهم يعني الخطوة الأولى في تحقيق انتصارهم على أعدائهم الطبقيين الناهبين لقوة عملهم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1040