طوابير متعددة  سينظم لها طابور البيض

طوابير متعددة سينظم لها طابور البيض

يقول المثل الشعبي: «رضينا بالبين والبين ما رضي فينا» قبل الفقراء على مضض التعامل مع البطاقة الذكية في تأمين المواد الأساسية، مثل: السكر والرز بالأسعار التي حددتها وزارة التجارة الداخلية

بعد أن أصبحت تلك المواد تحلق بأسعارها نحو الأعلى جاعلة المواطن يتيه في حيرته، ويتساءل: كيف سيؤمن تلك المواد وفي جيبه القليل من النقود التي لا تكفي طعام يوم لعائلته؟ فقد وصل سعر كيلو السكر قبل التقنين إلى ما يقارب الـ 1500 ليرة سورية والشاي مازال سعره في العلالي ما يقارب ال16000 ليرة سورية، لهذا قبلنا بالسعر الذي حددته الحكومة عبر البطاقة ولكن وقع المواطن في مصيدة الطوابير الطويلة، التي لابد له كيما يحصل على حصته من المواد المقننة أن يقف في طابور يمتد لعشرات الأمتار، لينتظر دوره الذي قد لا يأتي في اليوم الأول من الانتظار، ويحتاج لطابور أخر من أجل ذلك، أي يحتاج لعطلة يوم أو يومين لتأمين مواده، وهذا بحد ذاته له ثمن سيضاف إلى السعر الرسمي لثمن المواد، أي كأنك يا أبا زيد ما غزيت، هذا غير الإهانات التي يتعرض لها الناس ومخاطر الكورونا التي تحملها التجمعات الحاصلة، وينطبق ما قلناه على طوابير الخبز عند الأفران التي هي أكثر إهانة وأشد في مخاطرها الصحية، وإذا لم ترغب بالوقوف لساعات فإن الأمر بسيط بإمكانك الشراء من خارج الفرن من شقيعة الخبز بسعر أربعة أضعاف السعر الرسمي لربطة الخبز.
الديمقراطية تطبق بالطوابير بأجلى صورها، إن لم ترغب بالوقوف أنت حر وبإمكانك بملء إرادتك وبحريتك التامة يمكنك الشراء من الخارج، وهذا يعتمد على ما يوجد بجيبك من نقود تكون كافية لمثل هذا العمل.
الطابور المستجد الذي قد ينظم إلى الطوابير السابقة هو طابور البيض الذي أخذت أسعاره تطير كما تطير أسعار الفراريج واللحم البقري والغنم، ولا راد لأسعارهم لا قرار حكومة ولا قرار صادر عن مجلس الأمن.
البيض أصبح سعره بسعر الذهب من حيث قيمته الاستعمالية، لأن من سيشتريه سيكون مغامراً بقوت أطفاله فالبيضة الواحدة تعادل 150 ليرة سورية حسب الأسعار الرائجة، فهل يعقل أن يشتري بيضتين لوجبة فطور؟ لا نعتقد ذلك!
الجوع الكافر أصبح سائداً بفضل السياسات الحكيمة للحكومات، ولن تحلّ قضية الجوعى بطاقاتهم وقراراتهم والوقوف في طوابيرهم، الحل الحقيقي في مكان أخر يا جموع الجوعى، ستصلون إليه بوعيكم في الدفاع عن لقمتكم وكرامتكم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
982