عامل مزنوق كثيراً بمعيشته

عامل مزنوق كثيراً بمعيشته

في حديث جرى مع صديق لي يعمل في أحد المعامل الخاصة، وهو عامل فني نتبادل الحديث معه مراراً وتكراراً، ويكون بمعظمه حول عمله في المعمل عن الظروف داخل المعمل، من حيث علاقته بأصدقائه العمال والجلسات الخاصة،

وما يدور بها من تنوع في الأحاديث التي يجملها لي بأنها حول أوضاعهم المعيشية، وعلاقتها بأجورهم التي يتقاضونها وبالطبع في معامل القطاع الخاص، من النادر أن يُعطى العمال حوافز إنتاجية، وهذا سلوك مشترك عند أرباب العمل، وينطلق من أن العامل يأتي ليعمل مقابل الأجر المتفق عليه، ولكنهم أي أرباب العمل تدخل الحنية إلى قلوبهم في شهر رمضان أو العيد، فيتصدقون علينا مما «رزقهم الله» ليكسبوا أجراً وحسنات تسجل لهم في كتابهم.
يقول صديقي العامل: أصحوا مبكراً، وعندها يدور في مخي الكثير من الأشياء التي لها علاقة بالبيت والأولاد وعددهم اثنان، كم المبلغ الذي سأتركه في المنزل لتتدبر أمرها أم العيال من أجل تأمين فطور وغداء ولا توجد عندنا عادة العشاء.
يتابع قوله: إذا أرادت أن تجلب نصف كيلو مسبحة فهو مكلف يبلغ ثمنه 1200 ل.س، وهذا أضعف الإيمان لكي نطعم أولادنا، والغداء وما أدراك ما الغداء، فله حسبته التي يجب أن تحسب اللحم والدجاج، ليس من الحسبة بقية الخضرة التي يمكن أن نشتريها بتقنين أيضاً.
الأجر الذي أتقاضاه يقارب الثمانون ألف ليرة مع توفير أجرة المواصلات لأن المعمل له وسائط نقل تأخذ العمال من مكان سكنهم إلى المعمل، وهذا جيد، ولكن، هل يكفي ما أتقاضاه لأغطي مصاريف الأكل والشرب وأنا مهجر ليس عندي بيت حالياً، وأدفع أجار بيتنا في منطقة عشوائية ومواصفاته لا تصلح لزريبة حيوانات ليعيشوا فيها.
ما العمل مع هذه العيشة؟ وكيف لي بتدبر أمري الذي أصبحت جهنم أرحم منه؟
كان الحل الوحيد عندي أن أبحث عن عمل آخر أسكر به بخواش من بخاويش عيشتنا «الظريفة» وجدت عملاً، وهذا يكلفني ساعات طويلة وساعات قصيرة من النوم لا تتجاوز الأربع أو الخمس ساعات، ورغم هذا فأنا محظوظ بأن وجدت عملاً آخر أستطيع من خلاله أن أفرح جزئياً أطفالي ببعض الأكلات الطيبة، والمقصود بها بعض حبات البسكويت أو الشبس وغيره، وهذه ليست دائمة، ولكنها على فترات متقطعة.
لم أسرد الكثير من التفاصيل التي تحدثنا بها والتي ختمها صديقي العامل بالقول الله يفرج، ولا أدري مقصده من هذه الكلمة، وكيف سيكون الفرج من وجهة نظره؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
981