الطبقة العاملة والاشتراكية والنضال ضد الجائحة 2-2
ديفيد نورث ديفيد نورث

الطبقة العاملة والاشتراكية والنضال ضد الجائحة 2-2

هكذا سرعان ما أثيرت الدعوة إلى عودة سريعة إلى العمل. وكانت جملة الساعة الجديدة «لا يمكن أن يكون علاج الجائحة أسوأ من الداء نفسه». وفي تجاهل لتحذيرات الخبراء الصريحة من الجائحة، أعلن ترامب أن على العمال العودة إلى عملهم في فترة لا تتجاوز أسبوعين. أما واقع أن هذا القرار المتهور سيكلف في حال تطبيقه حياة مئات آلاف البشر، فلن يؤثر على ترامب.

لكن في هذا الموضوع بالتحديد، ظهر إلى العلن صراع عميق غير قابل للتوفيق بين مصالح وأهداف الطبقة الرأسمالية، وتلك الخاصة بالطبقة العاملة.
إن مطالبة الرأسماليين، مدعومين من قسم هام من وسائل الإعلام بعودة مبكرة وخطيرة إلى العمل، تتعارض تماماً مع إصرار الطبقة العاملة على القضاء على الجائحة من خلال إيقاف الإنتاج غير الجوهري، والحرص الكامل على إجراءات السلامة لحماية العمال الذين يمارسون الأعمال الجوهرية التي لا يمكن إيقافها، وذلك لمصلحتهم ولمصلحة الجمهور الذي يخدمونه. وحتى ولو أن إدارة ترامب، في مواجهة الزيادة الأُسّية في معدل الإصابات- والارتفاع السريع في أعداد الوفيات- تراجعت الآن عن دعوتها إلى عودة مبكرة إلى العمل، لكن مصالح الشركات ما تزال تحرم العمال الذين يقدمون خدمات جوهرية من شروط السلامة التي ترتبط بها حياتهم.

الاستقطاب الطبقي

إن الامتناع العشوائي عن العمل وأفعال الاحتجاج في شركة إنستاكارت، وأمازون وعمال شركة الغذاء الكامل، وفئات أخرى من الطبقة العاملة لا تظهر الاستقطاب الطبقي في المجتمع وحسب، بل هي التعبير الأولي عن جهود متنامية للطبقة العاملة لطرح حل تقدمي لهذه الأزمة، حلّ ينطلق من الاحتياجات الموضوعية للبشرية بوصفها كل متكامل.
ليس هناك من شك أن أفعال العمال في إنستاكارت، وأمازون وعمال شركة الغذاء الكامل تحظى بدعم الكتلة الأكبر من الطبقة العاملة، ومن أجل حشد وتنظيم هذا الدعم نحن ندعو العمال لتشكيل لجان عمالية في المواقع لتنسيق نضالاتهم، وبناء أكبر قدر من الوحدة ضمن صفوف كل فئات الطبقة العاملة.

القطيعة مع نظام الحزبين

إن الإضرابات تتطلب توجهاً سياسياً جديداً. ومن الضروري تحقيق القطيعة مع نظام الحزبين الديمقراطي- الجمهوري الرأسمالي المرتبط بشكل كامل بالطبقة الرأسمالية. وثمة أهمية حيوية في حصول هذه الحركة، التي تشدد على الأولوية المطلقة للحياة على الأرباح، على وعي سياسي، أي على توجه اشتراكي. إن النضال ضد الجائحة مرتبط بشكل غير قابل للانفصام بنضال العمال ضد الرأسمالية.
ولتحقيق هذا الهدف فإن حزب المساواة الاشتراكية يطرح المطالب التالية:
• إلغاء انقاذ الشركات وولستريت والتحويل الفوري للموارد المالية والصناعية باتجاه مكافحة الجائحة، وتزويد كل العاملين في مجالات الرعاية الصحية والخدمات والصناعة بكل التجهيزات الضرورية لخدمة المصابين بالفايروس، والمجتمع بأسره ضمن محيط آمن.
• إبعاد منطق الربح عن الخدمات الطبية. وتأميم كل الرعاية الصحية والصناعة الدوائية دون تعويض كبار مالكي الأسهم والمدراء التنفيذيين، ووضعها تحت الرقابة الديمقراطية للعمال والعلماء والباحثين.
• تأميم شركة أمازون وغيرها من صناعات الخدمات الحيوية.
• عدم خفض أجور العمال الذين توقف عملهم أو انخفضت ساعاته أو الامتناع عن دفعها طوال فترة الجائحة.
• إطلاق تعاون على مستوى شامل بين العلماء والباحثين في نضال على مستوى العالم ضد الجائحة.
• إيقاف الإنفاق على الحرب، وتوظيف التريليونات في مكافحة الوباء وارتفاع الحرارة الشامل، وغيرها من المخاطر الوجودية التي تهدد الحياة على هذا الكوكب.
ومن خلال طرح هذا البرنامج، نصرح علناً أن تحقيقه مرتبط بنقل السلطة السياسية إلى الطبقة العاملة، مدعومة بكل القوى التقدمية في المجتمع.
إن هذا التصريح يركز على التطورات الأخيرة في الولايات المتحدة. فالجائحة هي أزمة شاملة، وقد برزت مواضيع اجتماعية وسياسية مماثلة في كل بلد. إن كل البلدان، والعديد منها لا يمتلك أكثر من جزء بسيط من الموارد المتوفرة في الولايات المتحدة، تعيش تجربة مأساوية مع هذه الجائحة. ولهذا فإن مكافحة الجائحة تتطلب وحدة الطبقة العاملة على مستوى العالم. لا يوجد في هذا الصراع مكان لسياسات شوفينية قومية ولسياسات القوى الكبرى.
فقبل قرن من الزمان، وعلى أعتاب الحرب العالمية الأولى قالت الثورية روزا لوكسمبورغ: إن البشرية تواجه الخيار بين الاشتراكية والهمجية. واليوم ثمة خيارين يطرحان نفسيهما: نظام رأسمالي وموت، أو الاشتراكية والحياة.
ونحن ندعو كل الذين يقرون بضرورة هذا النضال في سبيل سلطة العمال والاشتراكية إلى الانضمام إلى حزب المساواة الاشتراكية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
972
آخر تعديل على الإثنين, 29 حزيران/يونيو 2020 13:00