عمال يستحقون

عمال يستحقون

بدأت القرارات الحكومية المتخذة كإجراءات احترازية في مواجهة الوباء الكوروني تظهر آثارها الاجتماعية والاقتصادية على العمال الذين كانوا يعملون في منشآت استوجب إغلاقها، أو كانوا يعملون في مهن لا يخضع فيها العمال لقانون ينظم علاقتهم بأرباب العمل، مثل:

السائقون وعمال البناء وعمال القطاع غير المنظم العاملون في مشاغل صغيرة بأجور يومية أو أسبوعية، أو العاملون على البسطات وفي قارعة الطريق، يلملمون رزقهم اليومي، كل هؤلاء أصابتهم جائحة العوز التي هم مصابون بها أصلاً وزادت مع جائحة الكورونا دون أن يُقدم لهم ما يسد رمقهم وعائلاتهم، حيث أصبحوا على حافة الجوع الحقيقي مع تزايد الأسعار وارتفاعها الجنوني دون أن يُقال للتجار والمحتكرين ما أحلى الكحل في عيونكم، وحتى لا نظلم الحكومة بإجراءاتها، فإنها كل يوم تُصدر البلاغات والتحذيرات والتنبيهات من أجل أن يضبط التجار أسعارهم، ولكن ليس هناك مِنْ سامعٍ أو مُنفّذٍ، والحكومة أيضاً ضمن جهودها المبذولة تَعِدُ بتقديم مساعدات لتلك الفئات من العمال المتضررة جراء الإجراءات الاحترازية، ولكن بعد أن تقوم اللجان المشكلة لهذا الغرض بتقديم قاعدة بيانات وإحصاء عنهم، والعمال بدورهم لابد من تقديم أوراقهم الثبوتية التي تدل على تعطلهم من نقابات العمال، وهكذا يعيش العمال في دوامة العمل البيروقراطي الممل، والتي لها أول وليس لها آخر.
القسم الأخر من العمال القائمين على رأس عملهم ويؤدون أعمالاً لا تقدر بثمن في مثل هذه الظروف وهم كثر، وفي قطاعات مختلفة، ولكن عين الحكومة غائبة عنهم وغير مرئيين بالنسبة لها، مثل: عمال النظافة الذين يتعرضون في سياق عملهم لشتى أنواع الأمراض المرتبطة بالمهنة وعمال النظافة في المشافي والمراكز الصحية، فمعظمهم يعملون من خلال شركات خاصة تتعهد النظافة في المشافي، وهؤلاء ليس لهم سوى أجورهم الزهيدة التي يتقاضونها من المتعهد مقابل عملهم الخطر الذي يحمل في طياته احتمالات الإصابة بكورونا وغيرها من الأمراض المعدية، عمال الكهرباء الذين يتعرضون في أحيان كثيرة لمخاطر الإصابة بصعق كهربائي لغياب أنظمة السلامة المهنية، عمال النفط في المواقع المختلفة وعملهم يحمل مخاطر كثيرة وخاصة في مصافي التكرير، وعمال الدفاع المدني كذلك. جميع هذه الفئات من العمال تستحق أن يُقدم لها ما يلزم من دعم مادي ومعنوي يساعدهم في عملهم الشاق والمهم لاستمرار الحياة، فبدونهم ستكون أوضاع الناس وحالتهم كارثية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
961