إضراب سائقي السويداء «نازلين ناخد حقنا»

إضراب سائقي السويداء «نازلين ناخد حقنا»

نفذ سائقو سرافيس خط المشفى الوطني– كازية الرحى في مدينة السويداء إضراباً لمدة يومين 29-30/9/2019 احتجاجاً على إضافة عدد من السرافيس الجديدة على الخط المذكور، وقد ألتقت قاسيون مع عدد من السائقين واطّلعت عن قرب على معاناة السائقين المضربين وأسباب إعلان الإضراب واستمعت إلى مطالب هؤلاء السائقين.

أحد السائقين صرح: يعمل على خط المشفى- كازية 37 سرفيساً صباحاً ومساءً، ويضطر سائق السرفيس مساءً للانتظار وقت طويل بغية تعبئة الركاب ونقلهم. وبالتالي، لا حاجة لزيادة عدد السرافيس في هذه الظروف.
سائق آخر قال: بعض السرافيس الجديدة التي تم نقلها إلى خطّنا تعود ملكيتها لبعض سماسرة وتجار السيارات في محافظة السويداء الذين تقصدوا في الآونة الأخيرة نقل عدد من السرافيس إلى خط مشفى- كازية بهدف الربح الأقصى كون سعر السرفيس على خطنا. يزيد عن أسعار السرافيس العاملة على الخطوط الداخلية في مدينة السويداء حوالي مليوني ليرة سورية، وقد تصل إلى 4 ملايين ليرة سورية. وقد أوضح أحد السائقين كيف حدث الإضراب قائلاً: منذ الصباح الباكر قمنا بإيصال جميع الركاب من طلاب وموظفين إلى أماكن عملهم وبعدها قمنا بالتوقف عن نقل الركاب بشكل كامل وترك السرافيس على الموقف المخصص لنا وتوجهنا إلى مكتب السيد محافظ السويداء لشرح أسباب الإضراب والتأكيد على مطلبنا بسحب وإيقاف السرافيس العائدة للتجار الذين يقومون برفع أسعار السرافيس من خلال نقلها إلى الخطوط الأكثر ركاباً لوجود بعض الدوائر الحكومية ومجموعة من المدارس والهدف تحقيق أرباح خالية من تعب السائقين الفقراء.
أحد السائقين الغاضبين أصر على الحديث إلينا حيث قال: «إننا على باب الله وقطع الأرزاق من قطع الأعناق عم نركض لنطعمي ولادنا لقمة حلال مجبولة بالدم والقلة والشحار وفوق الموت عصة قبر هلكتنا التجار وسماسرة السيارات سرقوا لقمتنا ولقمة ولادنا، كل يوم بينقلو سرافيس من خطوط ثانية ليربحوا ملايين الليرات من قدامنا، الوضع ما عاد بيتحمل لهيك نازلين نأخذ حقنا بأيدينا والرزق على الله امسخ من القرد ما خلق الله» قاسيون تحدثت إلى رئيس مكتب نقابة النقل سليم العربيد الذي بدوره صرح قائلاً: بالبداية نحنُ مع السائقين في مطالبهم المحقة والمشروعة ونكبر فيهم التحلّي بالوعي والمسؤولية وعدم الانجرار للفتنة التي حاول البعض استثمار الإضراب المشروع والمطالب المحقة للسائقين الذين ضاقوا ذرعاً بممارسات تجار الأزمات، وخلق الصدام الأهلي، وأضاف العربيد موضحاً لقد تم سحب جميع السرافيس العاملة في محافظة السويداء، والتي كانت تعمل قبل الأزمة في محافظتي دمشق وريف دمشق من قبل وزارة النقل، وتمت إعادة هذه السرافيس والبالغة عددها 280 سرفيساً إلى المحافظات المذكورة أعلاه، مما شكل نقصاً حاداً في عدد السرافيس العاملة على بعض الخطوط الداخلية في مدينة السويداء، وقد قامت لجنة السير الرئيسة في محافظة السويداء، التي يرأسها السيد المحافظ بنقل عدد من السرافيس من خط الساحة- كراجات بناء على طلب أصحابها إلى خط المشفى الوطني- كازية، وبتاريخ 29/9/2019 قام سائقو السرافيس على الخط المذكور بالإضراب والتوقف عن نقل الركاب احتجاجاً بعض السرافيس العائدة ملكيتها لبعض تجار السيارات وعددها ستة سرافيس تحديداً، وقاموا بالتوجه إلى مبنى المحافظة، ولقاء السيد محافظ السويداء لشرح أسباب الإضراب والتأكيد على ضرورة إعادة السرافيس المشار إليها إلى خطوطها وإيقاف التلاعب من قبل تجار السيارات، والتدقيق في السيارات المنقولة، وكلفت من السيد المحافظ بمتابعة الموضوع وإيقاف عمل السرافيس المذكورة تلبية لمطلب السائقين المحق والمشروع. وقد عادت الحركة إلى سابق عهدها وبدأ السائقون بالعودة إلى نقل الركاب. بالمحصلة، تم فك الإضراب بعد تنفيذ مطالب السائقين المضربين، السؤال الأساس المطروح اليوم بقوة في حياة السوريين لصالح من يعمل جهاز الدولة؟ وهل هذه الدولة تخدم الشعب أم أن الشعب السوري صاحب الجلالة يخدم هذه الدولة؟ والأهم من يدفع رواتب الموظفين في جهاز الدولة؟ أليس الناس من تدقع هذه الرواتب؟ إذن في نهاية المطاف مادام هذا الموظف مُعيناً من الشعب ويأخذ راتبه من الشعب، فإن الدولة هي التي تخدم الشعب وليس الشعب من يخدم الدولة!. وبالتالي، أليس من حق الشعب محاسبة ومراقبة جهاز الدولة كونه الدافع الأساس لرواتب موظفي جهاز الدولة، وهو من يعينهم، وبالتالي، يجب أن يحاسبوا من قبله ولن يصح إلا الصحيح في نهاية المطاف، فالحياة لا تقبل الفراغ ومن أوجد هذا الفراغ يتحمل مسؤولية وجوده .

معلومات إضافية

العدد رقم:
934