«سار» تستنجد بحلول إسعافية
تعاني الشركة العامة لصناعة المنظفات الكيميائية (سار) من مجموعة من الصعوبات والمعيقات التي تحول دون إمكانية استعادة نشاطها واستكمال قيامها بمهامها، بعضها قديم وبعضها الآخر مستجد، برغم تكاتف الجهود من أجل إعادة إقلاع عملها بما تيسر من إمكانات محدودة متوفرة، حيث استطاعت من إعادة عجلة الإنتاج للكثير من الأصناف الخاصة بها، بل وإضافة أصناف جديدة أيضاً، برغم كل تداعيات سنوات الحرب والأزمة.
فالشركة استطاعت استعادة جزء من نشاطها الاقتصادي الإنتاجي من خلال مكان محدود المساحة تم استئجاره من شركة الزجاج في دمشق مطلع عام 2015، وذلك بعد أن توقف عملها في عام 2013 في مقرها الكائن في منطقة عدرا، والذي تعرَّض للكثير من التخريب والضّرر والدّمار على إثر دخول المجموعات المسلحة على المنطقة.
صعوبات قديمة تُوِّجت بالدمار
الشركة التي تأسست في سبعينات القرن الماضي، استطاعت أن تثبت وجودها كإحدى شركات الصناعات الكيميائية في القطر من خلال الأصناف العديدة التي تنتجها، ذات المواصفة والجودة العالية، حيث أثبتت أنواع المنظفات وغيرها من الأصناف التي تنتجها الشركة حضورها في السوق المحلي ولدى المستهلكين، بل وفي أسواق التصدير الخارجية أيضاً، وقد استمرت بالعمل والإنتاج طيلة العقود الماضية برغم كل الصعوبات التي واجهتها، كما غيرها من شركات القطاع العام الصناعي، وقد تركزت صعوباتها طيلة هذه العقود بالمنافسة مع منتجات شركات القطاع الخاص الشبيهة في الأسواق، ومع المستورد منها أو المهرب أو المنتج بورشات صغيرة دون تراخيص، ارتباطاً مع ضعف حلقات التسويق، بالإضافة إلى قدم آلاتها وعدم تجديدها، وظروف وشروط العمل السيئة، وخاصة بما يتعلق بالعاملين ووضعهم الصحي من خلال تعاملهم مع المواد الكيماوية ونتائجها وآثارها، وطبعاً لم يكن ذلك خارج حدود السياسات الليبرالية المعمول بها، والتي أضرت في الإنتاج المحلي عموماً، وفي الصناعة خصوصاً، وفي القطاع العام الصناعي بشكل أكثر تحديداً، لتأتي سنوات الحرب والأزمة مع تداعياتها ومفاعيلها على مستوى الدمار وتهتك البنى التحتية مستكملة الضرر والخراب على الشركة وإنتاجها.
المطلوب بعض الإجراءات الإسعافية
الصعوبات والمعيقات التي تعترض عمل الشركة ليست عصية عن الحل، ومع ذلك لم تثمر مطالبات العاملين والإدارة النتائج العملية المرجوة بشأنها، حيث سبق وأن عرضت هذ المطالب عبر الطرق الإدارية وعبر المؤتمرات النقابية وعبر وسائل الإعلام أيضاً، وجوهر المطالب يتركز على تذليل الصعوبات بشأن عودة النشاط الاقتصادي الإنتاجي لمعمل الشركة ومنشآتها الكائنة في منطقة عدرا، وذلك من خلال إعادة تأهيلها بكافة أقسامها، ولو بالتدريج وعبر مراحل، ولعل الشرط الأساسي لتحقيق ذلك هو توفير ورصد الاعتمادات اللازمة لكل مرحلة من مراحل إعادة التأهيل ووضعها بالتنفيذ والمتابعة، علماً أنه سبق وأن تم تقدير حجم الأضرار التي أتت على الموجودات والآلات والأبنية والبنية التحتية.
ويمكن تلخيص المطلوب إسعافياً بما يلي:
إعادة تأهيل البنى التحتية والخدمية للشركة في مقرها الأساسي في عدرا (شبكات كهرباء- مياه- صرف صحي- اتصالات).
ترحيل الأنقاض وردم الحفر والأنفاق وإعادة تأهيل الطرقات المؤدية للشركة.
إعادة تأهيل السور الخارجي للشركة، والأبنية والمنشآت والمكاتب الداخلية.
إعادة تأهيل أقسام الإنتاج تباعاً، وتأمين التجهيزات اللازمة الكفيلة بإعادة عجلة الإنتاج.
رفد الشركة بالعاملين والإداريين، مع التركيز طبعاً على الاختصاصات الفنية المطلوبة.
إيلاء التسويق الأهمية اللازمة، والتركيز على دور مؤسسات التدخل الإيجابي وجهات القطاع العام بهذا الشأن.
إيلاء جانب الصحة والسلامة المهنية الأهمية الكافية، سواء ناحية الاحتياطات الفنية الواجب توفرها في أقسام الإنتاج، أو على مستوى حقوق العاملين، اعتباراً من مستلزمات الوقاية الخاصة، مروراً بالتعويضات العادلة وليس انتهاءً بالوجبة الوقائية والمتابعة الصحية الدورية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 929