وين الدولة؟
الحكي عن تراجع دور الدولة صار ع كل لسان، ويمكن ما عاد فينا نعد الشغلات اللي بتتسجل تحت هاد العنوان من كترها، بس الأهم أنو كلنا عم ندفع ضريبة هالتراجع ع حساب عيشتنا وخدماتنا.. لك وحتى ع حساب نفسيتنا..
يعني الرواتب مثلاً لوحدها مصيبة المصايب.. ومع هيك في إصرار أنو ما يزيدوها وعم يضحكوا علينا أنو بدهم يحسنو المعيشة بس من بوابات تانية.. لك دخلكم وينها هي البوابات؟
الأسعار بالسوق فلتانة والغش ضارب أطنابو.. والمواد اللي صرعونا بدعمها كل مالهم عم يبلعو الدعم تبعها وصارت بالسوق السودا.. من الخبز للمازوت للغاز للبنزين.. وع مستوى الخدمات ما شالله شايفين وضع الكهربا وكيف صرنا ع البدائل.. والتعليم وكيف صار تلميذ الصف الأول بدو دروس خصوصي.. والمي بالقطارة وبالبيدونات والصهاريج.. والاتصالات وكيف وضع شبكة النت وكيف بتتعامل معنا شركات الخليوي ع الثانية.. والمواصلات شَحّار وخراب ديار، وحدث ولا حرج كل مرة أزمة وكل مرة بسبب وشوفة عينكم العجقة والبهدلة والشنططة والمصروف الزايد بالنتيجة.. والمصيبة الأكبر شايفين وضع الزبالة بالبلد وكيف كل بلدية بتتحجج شكل، مرة بقصة المصاري ومرة بقصة المازوت ومرة بقصة الآليات.. ولّا مشاريع السكن اللي من يومها محدودة وهية وقلتها، غير أنو غالية وعطيني عمر.. حتى صارت غالبية الناس ساكنة بالعشوائيات والمخالفات اللي خدماتها ع قدها..
وفوق كل هاد كل كم يوم بتطلع جهة من الجهات وبترفع أسعارها بحجة ارتفاع التكاليف والدولار وغيرو.. غير رفع الرسوم والضرايب المفروضة علينا وبس.. لك وين تحسين المعيشة فهموني.. إذا كل شغلة من هدول صرنا عم ندفع عليها أكتر من قبل ورواتبنا ع حالها؟
الأكل وصرنا عم ناكل وجبة وحدة باليوم بعد ما اختصرنا اللحمة والفواكه والحلويات وغيرها كتير شغلات تانية.. والمواصلات صرنا عم نختصرها ونقضي غالبية مشاويرنا مشي ع رجلينا.. ولبس ما عاد لبسنا متل العالم والناس لأنو حتى البالة صارت غالية علينا كمان.. و ع الدكاترة ما عاد رحنا وصرنا ع المسكنات الرخيصة من الصيدليات كمان.. يعني عيشتنا تماماً صارت «قوت لحتى تموت» وبس.. وياريت اللي عم ناكلو يشبعنا.. لك حتى الموت ما عاد رحمة وصار كارثة لأن القبور صارت بالسوق السودا كمان..
يعني حدا يفهمني شو دخل الحصار والعقوبات مثلاً بأنو السرقة والبلطجة عم تزيد.. والشحادة بالشوارع ع ألعن وأدق رقبة.. والدعارة والمخدرات والحبحبة حدث بدون حرج.. لك وشو بدنا نعد لنعد من مصايب صارت ع روسنا وعم ندفع ضريبتها من عمرنا المبعزق.. وصارت عادي طالما في مين يبرر ليتهرب من مسؤولياتو..
لك وينها الدولة ومؤسساتها.. إذا كل شي بدنا ياه صار تحت إيدين اللي ما بيرحمو من الفاسدين والتجار والمستوردين الكبار والسماسرة وتجار السوق السودا.. وفوق هاد بتلاقي هدول مدعومين ومعفيين من كتير من الضرايب وبعيدين عن المحاسبة والرقابة كمان.. وما ع قلبهم همّ كل البواب بتنفتح ألهم..
يعني كأنو البلد صارت لهدول الكبار وبس اللي عم يبلعو كل شي.. ونحنا الله وكيلكم مو أكتر من كمالة عدد وبدهم يطفشونا كمان..
لك هدول مو لازم يتحاسبو حتى يوقفو عند حدهم قبل ما يبلعو الدولة نفسها.. ولا بدهم يطفشوها حتى تروح البلد كمان؟
لك وين الدولة..؟!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 909