الإضراب كسلاح تاريخي

الإضراب كسلاح تاريخي

الإضراب هو التوقف عن العمل بصورة مقصودة وجماعية وهدفه الضغط على ربّ العمل من قبل الأجراء، وتسمى أيضاً إضرابات الحوادث التي تؤلف توقفاً عن العمل، غير أجراء، كإضراب التجار وإضراب أعضاء المهن الحرة وإضراب الطلاب وإضراب المواطنين عن دفع الضرائب. 

بدأت الإضرابات تأخذ أهمية أكبر إبان الثورة الصناعية عندما اكتسبت مجموعات العمال أهمية أكبر في ظل وجود المصانع والمناجم. في أغلب البلدان، اعتبر الإضراب أمراً غير مشروع، ويعود ذلك للسطوة السياسية التي كان يملكها أصحاب العمل مقارنة بالعمال. أكثر البلدان الغربية شرّعت الإضراب في أواخر القرن التاسع عشر، أو بدايات القرن العشرين.
خلفية تاريخية
أول إضراب في التاريخ كان في عهد الفراعنة في دير المدينة 1152 قبل الميلاد ضد رمسيس الثالث أشهر حاكم في الأسرة العشرين.
بدأ استخدام كلمة «إضراب» في اللغة الإنجليزية عام 1768، عندما عمل بحارة في لندن على شل حركة السفن في الميناء، تعبيراً عن تأييدهم لمظاهرات انطلقت في نفس المدينة. الدستور المكسيكي، كان أول دستور في العالم يضمن الحق القانوني في الإضراب وذلك عام 1917. وقد أقر في سورية حق الإضراب في الدستور الأخير الصادر عام 2012.
وأغلب الإضرابات تتولى تنظيمها نقابات العمال أثناء المفاوضات الجماعية. والإضراب عادة يكون بمثابة تهديد أو خيار أخير أثناء التفاوض مع بين الشركة والنقابة.
تصنيف الإضرابات
قد يتجلى الإضراب في رفض العمال الذهاب إلى العمل، أو توكيل ناظر الإضراب مهمة ثني العمال عن العمل في الشركة ومحاولة إقناع الآخرين بعدم التعامل مع صاحب العمل. شكل الإضراب الأقل حدوثاً، هو أن يحتل العمال أو الموظفون مقر العمل، ويرفضون القيام بالعمل كما يرفضون الخروج من المكان. يعرف هذا النوع من الإضراب بإضراب الجلوس
أسلوب آخر في الإضراب، هو إضراب العمل حسب ما يقتضيه القانون فقط، حيث يقوم خلاله العمال أو الموظفون بأداء مهامهم الوظيفية بالضبط كما يتطلب منهم عملهم، لكن لا أكثر من ذلك أبداً. مثلاً، قد يتبع العمال أو الموظفون جميع تعليمات السلامة بطريقة تعوق من إنتاجيتهم، أو قد يرفضون العمل وقتاً إضافياً. هذا النوع من الإضراب يسمى «الإضراب الجزئي» أو ( تباطؤاً). في إيطاليا، لا يعاقب من يشترك في هذا الإضراب، ولكن في الولايات المتحدة، يحق لصاحب العمل تسريح عامل أو موظف يقوم بذلك.
الإضرابات قد تكون بصدد مقر عمل، صاحب عمل، أو في وحدة داخل مقر عمل، أو قد تشمل صناعة بأسرها، أو قد يشترك بها جُلّ عمال أو موظفي مدينة أو بلد ما. الإضرابات التي يشارك فيها جميع العمال أو الموظفين، أو التي تتضمن عدداً من نقابات العمال في منطقة معينة تعرف بـ (الإضرابات العامة).
إضراب التعاطف، هو صورة مصغرة من الإضراب العام ويتم فيه تعاطف مجموعة من العمال أو الموظفين مع نظرائهم في شركة أخرى والتعبير عن ذلك بشكل فعلي. كانت إضرابات التعاطف سائدة بشكل واسع في الولايات المتحدة، أما في بريطانيا فقد منعت حكومة تاتشر ذلك النوع من الإضراب في سنة 1980.
إضراب طلابي ينتج عنه امتناع الطلاب، وأحياناً بمعيّة المدرسين، عن حضور المدرسة بخلاف الأنواع الأخرى من الإضرابات، المستهدف في الإضراب (سواء كان المؤسسة التعليمية أو الحكومة) لا يتكبد خسائر مادية ولكن قد تتأثر سمعته.
إضراب ادعاء المرض: هو نوع من الإضراب يتظاهر في المضربون بالمرض، ويستخدم هذا الإضراب في الحالات التي يمنع فيها القانون أولئك الموظفين من إعلان الإضراب. الشرطة، ورجال الإطفاء، بالإضافة إلى المدرسين، التي لا تسمح لهم قوانين العمل بالإضراب.