نبيل عكام نبيل عكام

التأمينات الاجتماعية والمرض المهني النفسي

يأخذ العمل حيّزاً كبيراً من حياة العامل بشكل عام، ويتعرض خلالها لقدر كبير من الإجهاد الجسدي لأعضاء جسمه، حسب طبيعة المهنة التي يعمل فيها مما يعرّض العامل لمخاطر صحية كبيرة الجسدية منها والنفسية، نتيجة الإجهاد اليومي لجزء معين من جسمه، يؤدي إلى إصابات متكررة لهذه الأعضاء فينتج عنها المرض المهني.

لقد لحظ قانون التأمينات الاجتماعية رقم /92/ وتعديلاته معظم الأمراض المهنية التي يمكن أن يتعرض لها العامل من خلال جدول الأمراض المهنية رقم /1/ الملحق بالقانون، وقد قسم الجدول إلى ثمانية أبواب في محاولة منه أن تشمل أغلب الأمراض المهنية حسب طبيعة المهنة، وبيئة العمل ومخاطر المواد التي يعمل بها العامل، وما يهمنا اليوم في هذه الزاوية، الصحة والسلامة النفسية والأمراض النفسية المهنية التي تصيب العامل خلال عمله بهذه المهنة، أو تلك التي يمكن أن تسبب الأذية النفسية للعامل، وهنا نلاحظ: أن الجدول الملحق بالقانون لم يستطع أن يفنِّد تلك الأمراض، وأن يحددها بطريقة ما كما حدد مثلاً الأمراض الناجمة عن عوامل كيماوية أو فيزيائية بل اكتفى بالقول: «جميع الأمراض التي تؤدي للاختلاط والتماس المديد مع المصابين بالحالات النفسية أو العصبية الشديدة. العاملون في مصحات الأمراض العقلية.»
تعتبر الصحة والسلامة النفسية المهنية من العلوم الحديثة، ومازال البحث والعمل على استكمالها جارياً، ولها اهتمام كبير من منظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية، ويمكن لنا أن نعرف المرض النفسي المهني: إنه حالة طبية تؤثر على التفكير والمزاج والشعور للعامل المصاب، وكذلك تؤثر على التواصل مع محيطه وأداء مهامه اليومية، مما يؤدي إلى اضطراب وظيفي في شخصية العامل المصاب، نتيجة ضغوطات بيئة العمل المختلفة التي يتعرض لها.
والسؤال المطروح اليوم، والذي هو برسم مؤسسة التأمينات الاجتماعية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل: هل لدى مؤسسة التأمينات الاجتماعية ومديرية الصحة والسلامة اهتمام بهذا الجانب من السلامة والصحة النفسية المهنية؟ هل لديها قسم خاص للأمراض المهنية النفسية؟ وهل لديها بعض المتخصصين بهذا الجانب؟ وهل قامت ببعض الدراسات أو الأبحاث حيال ذلك لأجل تطوير جدول الأمراض المهنية في هذا الجانب؟