من أول السطر: الآثار النفسية الاجتماعية على العامل

تنقسم الأخطار التي يتعرض لها العامل خلال مسيرة حياته العمالية إلى قسمين. الأول: الأخطار والأمراض الناتجة عن طبيعة المهنة وبيئة العمل التي يعمل فيها، وذلك حسب نسبة توفر الأمن الصناعي والصحة والسلامة المهنية فيها، وما يمكن أن يتعرض له العامل من إصابات مختلفة كيمائية وجرثومية وميكانيكية وبيولوجية وأمراض مهنية.
تناولت قاسيون من خلال الأعداد السابقة في هذه الزاوية الخطر الأول.

ثاني الأخطار التي يتعرض لها العامل في مسيرة عمله الشاقة والمضنية، هي: الأمراض النفسية والاجتماعية حيث يعد علم النفس المهني من الفروع التطبيقية لعلم النفس في مجالات الإنتاج والعمل والإدارة، وحل المشاكل المهنية والاجتماعية بما يضمن الاستقرار للعامل، وهو يُعنى بالمهن وخصائص العمال:
وضع نظام حوافز العمل وأجور العمال المجزية.
تدريب العمال على الأعمال الموكلة لهم.
تحسين شروط العمل باستمرار.
التقييم الموضوعي لأداء العاملين الذي يساهم في تحقيق الرضى المهني لدى العمال وتعزيز روحهم المعنوية. ويعالج علم النفس المهني موضوعات عديدة تتعلق بسلوك العمال أثناء العمل وفي المجتمع العلاقات القائمة بين العامل ومؤسسته التي يعمل فيها لتحقيق التطور الاقتصادي والتنمية بما يخدم تطور المجتمع، ويهدف علم النفس المهني إلى زيادة الإنتاجية للعمال وذلك عن طريق تطوير قدرة العامل على الإنتاج من خلال تحقيق توافق العامل في عمله مع الاقتصاد وضمان مستقبله واستقراره وتطوير الصناعة واستقرارها، وتساهم الحالة النفسية للعامل في مستوى كفاءته الإنتاجية والإبداعية، ويقع في المركز الأساس منه: الجانب الاقتصادي المتعلق بالدخل الذي يحصل عليه العامل جراء قيامه بهذا العمل، فالعامل الذي يشعر بالأمان اتجاه حاضره ومستقبله هو أكثر إنتاجية وأقل تعرضاً للخطر من حوادث العمل من العامل القلق الخائف والمتعلق من البؤس والفاقة جراء شح الرواتب، والأجور المتدنية التي لا تتناسب مع متطلبات حياته المعيشية لوحده فما بالك بأعباء أفراد أسرته المختلفة من غذاء وملبس ودراسة وغيرها من هذه الاحتياجات الضرورية، وهو على رأس عمله، وكيف يمكن لها أن تغطي هذه التعويضات بعد إحالة العامل على التقاعد؟ أو ترك العمل بسبب العجز نتيجة إصابة عملٍ أو مرضٍ مهني هذه الأعباء.

معلومات إضافية

العدد رقم:
00
آخر تعديل على الجمعة, 16 نيسان/أبريل 2021 16:10