بصراحة: لماذا تزور النقابات الشركات؟

إن توطيد وتعميق العلاقة بين القيادات النقابية والقواعد العمالية شيء جيد وضروري في الإطار العام، حيث يتعرف العمال مباشرةً على القيادات وما تحمله من برامج وخطط وتوجهات من أجل تحسين الواقع الإنتاجي والمعيشي للعمال والاطمئنان من أن الإدارات تقوم بواجباتها الموكلة إليها كما جاء في صكوك التكليف لها.

إن ضمن القضايا الهامة التي تواجه النقابات: الأسئلة الصعبة التي يطرحها العمال عندما يتم اللقاء معهم، ولا يستطيع الزائرون الإجابة عنها، وهي أسئلة إشكالية وليست في متناول اليد النقابية، وهي : إلى متى ستبقى أجورنا لا تكفينا كفاف يومنا؟ إلى متى سيبقى أصحاب الحل والعقد في أمورنا وحقوقنا يغمضون عيونهم عنها، وهم يعيشون في رغد العيش والبحبوحة في كل شيء ويطلبون منا زيادة الإنتاج باعتبارنا نحن العمال وطنيين ونعمل بوطنيتنا بالرغم من أمعائنا الخاوية، التي أنهكتها الأسعار المحلقة عالياً.

في الأسئلة العديدة التي تطرح عند الزيارة الأولى قد تقدم لها مبررات من قبل الزائرين، ولكن ما العمل في الزيارات اللاحقة عندما تتكرر الأسئلة نفسها ولم يتحقق من تلك القضايا شيء، وخاصة ما يتعلق بالوضع المعيشي والأجور الباقية على حالها، مع ازدياد النفي الحكومي لزيادة الأجور، والتسويف في تحسين الوضع الإنتاجي، الذي سينعكس بالضرورة على تحسن نسبي في الوضع المعيشي للعمال، من خلال تطوير قانون الحوافز الإنتاجية والتعويضات الأخرى.

إن العلاقة الحقيقية بين الحركة النقابية، والحركة العمالية، يكون أساسها: قدرة النقابات على صياغة برنامج سياسي اقتصادي ديمقراطي، تحدد فيه القضايا الأساسية التي تعبر عن مصالح الطبقة العاملة، وابتداع الأدوات التي ستمكن الحركتين من تحقيق البرنامج المصاغ بقناعة وموافقة الطبقة العاملة، التي ستتسلح به في معاركها كافة التي تخوضها في مواجهة القوى الرأسمالية التي تسعى على طول الخط، لتكريس نهبها وتحكمها بالثروة التي تنتجها الطبقة العاملة، ويعاونها في ذلك منتجو القوانين والتشريعات التي تكرس عملية النهب والتحكم والسيطرة.