زيارات ووعود.. ولا شيء آخر!؟
غزل الماغوط غزل الماغوط

زيارات ووعود.. ولا شيء آخر!؟

ضمن مساعيها لتسليط مزيد من الاهتمام على عمال القطاع الخاص الإنتاجي وما يعانونه من صعوبات وما لهم من حقوق ومطالب في الوقت الراهن، اطلعت قاسيون على واقع عمل نقابة عمال الصناعات الغذائية بحثاً عن إجابات شافية حول أوضاع العمال.

على لسان النقابة
أسهبت النقابة في الحديث عن نشاطها الذي تمارسه على محورين، الأول: القيام بزيارات تفتيشية مشتركة مع مديرية العمل والتأمينات الاجتماعية بهدف معرفة مدى التزام صاحب العمل بتطبيق القانون رقم 17 لعام 2010 وقانون التأمينات الاجتماعية، ومن خلال هذه الزيارات يتم الاجتماع مع العمال وحثهم على الانتساب إلى النقابة ورصد المخالفات وحلها بالتعاون مع الجهات المعنية، والمحور الثاني: اللقاء مع العمال لتعريفهم بالعمل النقابي وما يقدمه لهم المكتب النقابي من مساعدات اجتماعية ودورات توعوية ..إلخ إلى جانب ذلك إنشاء قاعدة بيانات تفصيلية عن منشآت القطاع الخاص في المجال الغذائي.
وأوضحت النقابة: أن أبرز تجاوزات القطاع الخاص الغذائي هي: عدم تسجيل العامل براتبه الحقيقي في التأمينات الاجتماعية وحرمان العمال من التعويض المعيشي، إلى جانب افتقار المنشآت للعدد الكافي من العمال ما يضطرها إلى تشغيل النساء والأحداث، ورغم ذلك فإن القطاع الخاص هو موضع اهتمام النقابة بإداراته وعماله.
بلا.. بلا.. بلا..
وبعيداً عن الكلام النظري والذي يكرر بمناسبة وبغير مناسبة، لا يبدو وضع العمال مبشراً بالخير، مع العلم أن قطاع الصناعات الغذائية يضم بين صفوفه الآلاف من العمال وهناك شركات كبيرة يتجاوز عدد عمالها المئات دون لجان نقابية، خاصة معامل الكونسروة المنتشرة على طول الخط الجنوبي من دمشق، هذا فضلاً عن المشاغل المنتجة للمواد الغذائية والتي هي أشبه بالمعامل، التي تقوم بتوزيع عمالها على أماكن متعددة من أجل الهروب من الضرائب وتسجيل العمال بالتأمينات الاجتماعية وغيرها من القضايا المتصلة بحقوق العمال، والتي تحتاج لعمل وجهد كبيرين من النقابات حتى يتم ضمان حقوقهم، هذا بالإضافة للأفران الخاصة التي يحرم عمالها من كل شيء إلا من استغلال أرباب العمل لهم وتشغيلهم في شروط عمل جائرة لا يحسدون عليها.
لا معلومات من النقابة
رفضت النقابة أن تعطي أية معلومات تفصيلية عن اللجان النقابية وعددها ومدى تمثيل العمال فيها، غير أن الوقائع تشير إلى ضآلة حجم اللجان النقابية مقارنة بحجم القطاع الخاص الغذائي الذي يعد من أكبر القطاعات الإنتاجية اليوم، ما يحرم آلاف العمال من حقهم في تمثيل نقابي عادل يوصل صوتهم إلى حيث ينبغي أن يصل، إذ يؤكد واقع الحال: أن زيارة المعامل وإطلاق الوعود على مسمع العمال ما عادت تجدي هذه الأيام، لا سيما أن الفترة الماضية شهدت بداية حراك عمالي لافت في العديد من منشآت القطاع الخاص، فهل النقابة عاجزة عن رؤية ما يجري من تطورات ضمن الواقع العمالي من حيث مطالب العمال وحقوقهم المختلفة، وفي المقدمة منها أجورهم المتحكم بها من قبل أرباب العمل وغيرها من الجهات التي لا ترى في مطالب العمال ولا ترى في أوضاعهم المتردية سوى مصالح أرباب العمل، وهم فقط من لهم الرأي والشّور.
تمثيل «كل» الطبقة العاملة!
إن الشمس لا تغطى بغربال لأن الواقع العمالي وحال العمال بات معروفاً للقاصي والداني وعندما نتوجه للنقابات من أجل استطلاع رأيها وموقفها فيما يتعلق بالواقع العمالي من كافة جوانبه، فإننا نساهم بإيضاح الموقف النقابي المفترض، ليس بالجانب الإعلامي فقط من خلال النشر في جريدة «قاسيون»، وإنما أيضاً في الجانب العملي مع العمال والكوادر النقابية التي يقع على عاتقها جملة المهام من أجل تمثيل المصالح الحقيقية للطبقة العاملة كل الطبقة العاملة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
813