من أول اسطر: إصابات العيون المهنية
تقع العين داخل تجويف عظمي، حيث تحيط بها عظام الجمجمة من كل الاتجاهات عدا الجهة الأمامية، وتعتبر إصابات العين من أخطر أنواع إصابات العمل المهني،وتعود زيادة احتمال إصابات العين أثناء العمل إلى: ضعف الإضاءة، وسوء توزيعها، حيث يضطر العامل إلى الاقتراب من الأجسام المطلوبة رؤيتها، وهذا يزيد من نسبة الإصابة إضافة إلى الإجهاد الكبير للعين.
سوء التهوية في مكان العمل يؤدي إلى ارتفاع نسبة انتشار الأتربة والغازات التي تؤثر على العين، بسبب ذوبانها في السائل الدمعي.
زيادة سرعة آلات وماكينات العمل عن الحد الوسطي، مما يزيد في سرعة انتشار الرايش وارتفاع درجة حرارتها.
تقسم المخاطر التي تتعرض لها العين إلى فئتين:
مخاطر كيماوية، ومخاطر ميكانيكية.
المخاطر الميكانيكية: تنجم عن اصطدام الأجسام المتطايرة بالعين،ويرتبط تأثر العين بالأجسام المتطايرة بعدّة عوامل منها: نوع الأجسام ومستوى صلابتها، وحجم الأجسام ومساحة سطحها، وسرعتها أثناء التطاير.
فاصطدام الأجسام الثقيلة بالعين يؤدي إلى حدوث نزيف، أو تهتّك في أنسجة العين، يتجمع بين جوف العين والعين، وقد ينجم عن هذا النوع من الإصابات خلع عدسة العين، ونقص في الإبصار، أو انفجار مقلة العين، وهي من الحالات الخطيرة، التي تسبب فقدان البصر، أو انفصال القزحية، أو الشبكية مسبباً ضعفاً شديداً في الإبصار، أو نزيفاً داخلياً يسبب انقطاع الأوردة الدموية،وكذلك يمكن أن يؤدي أيضاً إلى قطع العصب البصري.
أما تطاير الأجسام الخفيفة (الرايش): يؤدي تطايرها إلى اصطدامها بالقرنية واستقرارها داخل العين، فيشعر المصاب بألم شديد واحمرار العين وعدم قدرته على مواجهة الضوء،وحدوث تقرحات بالقرنية، ويجب العمل على إزالة هذا الجسم الغريب بسرعة.
تطاير الأتربة يؤدي إلى حدوث عتامة بالعين، نتيجة ترسبها على الملتحمة وذوبانها في السائل الدمعي، والتصاقها بخلايا القرنية.
المخاطر الكيماوية: تختلف أعراض الإصابة المهنية في حدتها حسب طبيعة المادة ودرجة نشاطها الكيماوي، ودرجة إذابتها في السائل الدمعي حيث يزداد تأثيرها مع زيادة درجة ذوبانها في السائل الدمعي،ومستوى تركيزها، ونوعها.
كمية الدمع المفرز وكفاءة الغدد الدمعية في سرعة إفرازها للدموع،مما يساهم في تخفيف تركيز المادة وغسل العين.
فالمواد الكيماوية تؤدي إلى التهاب الملتحمة والجفون إضافة إلى تقرحات فيها وترشحات جلدية وتورم العين واحمرارها.
وتزداد شدة الإصابة بالمواد القلوية أكثر منها من المواد الحمضية حيث يسهل إزالة المواد الحمضية بغسيلها بالماء بكمية كافية، أما القلوية فهي بحاجة إلى معادل للمادة إضافة للغسيل بالماء.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 809