بصراحة: نحن الواقفون على خطوط الانتاج

بصراحة: نحن الواقفون على خطوط الانتاج

ثمانية عقود مضت من عمر الحركة العمالية والنقابية منذ إعلان تاريخ تأسيسها الرسمي ولكن سبق هذا التاريخ إرهاصات مرت بها الحركتان حتى تمكنت من الإعلان الفعلي عن نفسها كحركة قائدة ومناضلة، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مع الطبقة العاملة السورية، حيث تمكنت من فرض منطقها الكفاحي المستند تنظيمياً على حق الإضراب والتظاهر، الذي انتزعته وحققت عبره العديد من مطالبها المشروعة بالإضافة لدورها في مقاومة الاستعمار الفرنسي وملحقاته، الذين عبروا عن ارتباطهم بالاستعمار عندما جروا عربة غورو.

 

الحركتان النقابية والعمالية تكونتا وتطورتا في ظل المعارك الوطنية والطبقية وساعدهما في ذلك ميزان القوى الدولي والمحلي الذي أمّن نهوضاً وطنياً لعب دوراً أساسياً في كنس قوى الاستعمار، وتأمين استقلالها السياسي.

هذا التاريخ المجيد للطبقة العاملة السورية، والتجارب والخبرات التي كونتها واكتسبتها خلال العقود الثمانية، لابد أن تفضي إلى موقف ستعبر عنه دفاعاً عن حقوقها الجذرية الأساسية في أجور حقيقية، وبحريات نقابية كاملة وفي مقدمتها: حقها في الإضراب والتظاهر، واستقلالية قرارها في اختيار ممثليها المعبرين والمناضلين معها، في الدفاع عن مصالحها وحقوقها، والتي لا يمكن أن تختصر بعدة مطالب هنا أو هناك مع العلم أنها مهمة وضرورية ولكن القضية الأساسية والجوهرية تكمن في: قضية الثروة المنهوبة والتوزيع غير العادل للدخل الوطني، الذي وصل إلى حد لا يقبل به عقل ولا مصلحة العمال في تأمين مستوى معيشتهم، المتناسب مع الارتفاع الجنوني للأسعار الذي أوصل العمال لحافة الجوع.

 

إنّ قوة الحركة النقابية وقدرتها على أن تكون ممثلاً ومدافعاً فعلياً تكمن في: موقفها من الثروة المنهوبة، التي ينتجها العمال وكل العاملين بأجر، والموقف الوسط من مجمل السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تنتجها قوى رأس المال وفي مقدمتها: السياسات الاقتصادية الليبرالية الحكومية، سيجعل الواقفين على خطوط الإنتاج يذهبون إلى تلك المواقف التي تمكنهم من انتزاع حقوقهم وخاصةً حقهم المشروع في الثروة التي ينتجونها وينهبها من لا ينتج، بل هو طفيلي كما هي العلقة التي تمتص الدماء بشكل شره ومؤذٍ.

معلومات إضافية

العدد رقم:
802