عمال العالم في عيدهم السنوي
1. لقد كان عيد العمال العالمي في الأول من شهر أيار كل عام ، عيد الزهو ، والانتصارات العمالية ، والثقة بالنفس والآمال العريضة بالحاضر والمستقبل، والاقتناع بأحقية الكادحين المنتجين للخيرات المادية من العمال والفلاحين في جني ثمار عملهم ، واتخاذ القرار في من يعملون لأجلهم في دولتهم العمالية العظيمة التي بنوها بسواعدهم وجبلوا اسمنتها بعرقهم ودافعوا عنها بأرواحهم ... الخ.
2. وكانت الورود، واللافتات التي تحمل شعار: يا عمال العالم اتحدوا .. والأعلام والبيارق الحمراء ترفرف فوق رؤوس العمال والعاملات في الميدان الأحمر في موسكو ، وبما يشعر كل ناظر إليها أن هذا العيد هو عيده .. فيفرح مع الفرحين ، ويتوقع متأكدا المزيد من الإنجازات والرفاهية لعمال العالم في ظل السلام العالمي ، والمزيد من القوة للأنظمة الاشتراكية ، والمزيد من الانهيارات الرأسمالية واستغلالاتها، ومافياتها ، وبورصاتها.
3. ولكن البيريسترويكا الغورباتشوفية والحماقة الكارثية اليلتسينية أطاحتا بكل المنجزات والمكتسبات الاشتراكية الكبيرة ، وهدمت ذلك الصرح العمالي الاشتراكي التقدمي الأممي العظيم المتمثل في الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي المتعاظم في حينه، المتصدي للإمبريالية والصهيونية، المناصر لقضايا المستضعفين في كل أنحاء العالم . وحولت شعبه السعيد في نظامه الاشتراكي إلى شعب يعاني الأمرين في ظل البطالة والمديونية والمافيات والنهب العالمي لثرواته ، وكذلك تهدمت آمال الشعوب الفقيرة في البلدان النامية وخاصة آمال الطبقة العاملة في كل البلدان في ظل العولمة الجديدة التي شعارها ( يا مافيات العالم اتحدوا ) ( ويا بورصات العالم ازدادوا غنى ) .
4. وتحولت إدارة العالم إلى القطب الدولي الواحد ، المتمثل بأمريكا واللوبي الصهيوني العالمي ، وأصبح المال والإعلام وبالتالي القرار بأيدي البورصات وتجار السلاح ، وبضع مئات من كبار الطواغيت الرأسماليين من أصحاب المليارات وأكثرهم من الصهاينة ، الذين يتحكمون بأرزاق المليارات السبعة من بنى البشر ، ويحتمون في قصورهم العاجية ، ومخابئهم الذرية وراء الأبواب الحديدية المصفحة ، تحميهم الروبوتات الإلكترونية، وأجهزة القمع الرهيبة الموظفة باسم الشعب لحمايتهم من الجماهير الكادحة الجائعة الغاضبة .
5. وهاهي البطالة والفقر من جهة ينهشان أجسام ونفوس عمال المناجم ومعامل الحديد والصلب وكل أنواع الصناعات الأخرى وخريجي الجامعات والمعاهد من الشباب ومن الجهة الثانية تنهشهم عصي أجهزة القمع إن هم طالبوا بحقوقهم الإنسانية الحياتية، وأصبح المهم فقط المزيد من الترف والسمنة لمافيات البورصات العالمية في نيويورك ولندن وباريس وطوكيو ... الخ.
6. وهاهي المظاهرات العمالية الاحتجاجية على الرأسمالية وعلى الفوارق الطبقية المتزايدة تعبر عن نفسها في 1 / 5 / 2001 في أكبر العواصم الإمبريالية وتصطدم مع أجهزة القمع البوليسية الرأسمالية في كل من استراليا - وألمانيا - وبريطانيا - وفرنسا - واليونان - الخ ، بالإضافة إلى روسيا وبقية البلدان ، والمطالبة بالعمل ، والعدالة ، وتخفيض أسعار متطلبات الحياة .. الخ.
7. وما المظاهرات العمالية هذه إلا صور للمظاهرات الجماهيرية الغاضبة ( ضد العولمة المفروضة من الدول الغنية الصناعية السبع، وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة الدولية)، التي قامت في كل من سياتل ، وبراغ ، ودافوس ، وحتى كيوبيك .. أخيرا، والتي تدل كلها على تزايد الفجوة الكبيرة بين الأقلية المالكة الحاكمة المستغلة والأكثرية المحرومة الجائعة والمفتقرة المستغلة..
8. وإننا عندما نندب المعسكر الاشتراكي نندب صديقا قويا للعرب ونصيرا لكل الشعوب الفقيرة، بالفكر الثوري والتأييد السياسي العالمي، وبالكلاشينكوف ، وبالمشاريع الاقتصادية الاستراتيجية وتعليم أبنائهم مجانا في بلاده لتعريض وتقوية الجبهة المعادية للإمبريالية والصهيونية.
9. ونحن العرب وأمام تكالب قوى الشر الإمبريالية والصهيونية علينا ، وخاصة بعد غياب الأصدقاء الأقوياء وكذلك في غياب الوحدة العربية يحق لنا أن نندب حظنا ونعيد ونكرر قول شاعرنا العظيم المتنبي وهو في أسر كافور الإخشيدي : ( عيد بأية حال عدت يا عيد .. الخ).
10. ولكن تأزم الأزمات العالمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعرقية .. الخ (التي لا تقدر الرأسمالية على حلها لا كليا ولا جزئيا ) ، لا بد من أن تفرز القوى التقدمية الخيرة ، التي تتصدى لهذا الخلل العالمي المغاير لكل القوانين الطبيعية والأخلاقية وتصوب الاختلالات والأخطاء حيث وجدت .
11. .. وأنه لا بد لأصحاب المليارات من أن يتخلوا عنها يوما ما لأصحابها الشرعيين من أبناء البشرية بالثورة القادمة ، أو يستمروا بالعذاب بحمايتها في الدنيا ، ثم تركها وراءهم بموتهم والاحتراق بها في الآخرة
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 174