حسان أمين حسان أمين

رسالة من حرفي إلى محافظ حماة

كالعادة المتبعة منذ أمد بعيد بدأ مؤتمر اتحاد الحرفيين العام بحماة بالخطب السياسية الرنانة وإعادة كل نشرات الأخبار وكأننا لا نملك تلفزيونات بمنازلنا، وكانت من أهم الكلمات كلمة محافظ حماةعبد الرزاق القطيني الذي أكد على إجبار الحرفي على وضع شهادته الحرفية ضمن إطار زجاجي ووضعها في مكان بارز بمحله، وكل حرفي ليس لديه هذه الميزة فهو مخالف، والمخالف يغلق محله!!

 وفي إحدى محاضراته الغراء بغرفة صناعة حماة أكد السيد المحافظ على ضرورة مكافحة الفساد، وقال ما فحواه: «فلنتعاون لمكافحة مظاهر الفساد، فيجب أن لا نكتفي بالكلام  في الزواريب والزوايا عن الفساد، وهذه مهمتكم جميعاً، ويجب ألا تأخذكم رحمة بالفاسدين... ائتوني مثلاً بسائق تاكسي أخذ زيادة عن التسعيرة، أو قصاب غشاش (لألعن أبو اللي خلفه)!!»
 وأمام مثل هذا الكلام يحضرنا المثل الشعبي المصري الشهير: «أسمع كلامك أصدقك، أشوف أفعالك استعجب» فهل الفساد يقتصر على قصاب أو حرفي إذا كان نبع الفساد هو المحافظة، وهو أقرب للسيد المحافظ من حبل الوريد.
السيد محافظ المحترم: إن إشهار الشهادة الحرفية لا يطعم جائعاً ولا يسقي ظمآن، والاتحاد كله على بعضه عديم الفعالية ولا جدوى لوجوده طالما لا ينصف أحداً من الحرفيين، وهو مكبل بقيود فساد بعض موظفيكم.
ألا تعني محاربة مرسوم رئيس الجمهورية رقم /71/ الخاص بمكافحة البطالة فساداً مقصوداً؟ ألم يوصي هذا المرسوم بضرورة حماية شريحة الحرفيين ومساعدتها لكي لا تتعرض للانحراف والفساد.
وعرقلة أعمالها من  بعض الليبراليين بمحافظتكم ألا يعني فساداً مقصوداً؟ وعندما يزوِّر رئيس بلدية وتابعه كتاباً موجهاً لسيادتكم، ألا يعني هذا  حرب إبادة ضد الحرفيين المستفيدين من مرسوم رئيس الجمهورية، ووأده قبل أن يولد؟!!
إذاً ماذا تبقى لنا من اتحاد الحرفيين، ومنذ سنوات ونحن نسمع عن توصياتكم لقمع مكابس البلوك الجوالة، وإغلاق المحلات الصناعية غير المرخصة حرفياً وصناعياً؟ وبدلاً من أن تكون هذه السلطة بيد اتحاد ومديرية الصناعة أولجتم بها للبلديات التي تمثل الكثير منها حلقات الفساد الأولى في هذا الوطن!!
السيد المحافظ المحترم: كان بمديرية صناعة حماة دائرة تسمى دائرة الرقابة، ومن أهم مهامها قمع المخالفات الصناعية، وإغلاق المنشآت غير المرخصة، لفسح المجال أمام الحرفيين والصناعيين الأصليين بالعمل وعدم وجود منافس غير قانوني وغير مرخص له، وقد تمَّ حل هذه الدائرة، بناءً على أوامر محافظ سابق، فهل ستبقى هذه الدائرة مكبلة بالرغم من أن حماه المحافظة الوحيدة بسورية التي تكبَّل فيها دائرة الرقابة بمديرية الصناعة؟!
علماً أن مدير الصناعة حماة المهندس أحمد حموية أغلق معمل أدوية بيطرية غير مرخص صناعياً في تحد للمحافظ المذكور لأنه تفاجأ بتدشينه عبر الصحف، وفاتته الوليمة! إذاً من سيحمي الصناعي الحرفي بعد هذه الفوضى في فتح منشآت صناعية دون إذن أو دستور؟!
السيد محافظ حماة...
كانت إحدى كلماتك بالعيد الرابع لغرفة صناعة حماة بأنك مستعد لمسك مكنسة وتنظيف الشوارع لتكون مثالاً لأي مواطن صالح.. فما رأيك بتنظيف الدوائر الرسمية عندكم، وقمع المارقين على القانون الذين لا يملكون شهادات حرفية وصناعية ويتطاولون على لقمة أطفالنا ويقتنصون فرص العمل إضافةً لوظائفهم بالدولة... طبقوا القانون ونحن معكم وإلى جانبكم ، ولا تحرمونا من العيش في هذا الوطن على رأي معاون وزير الصناعة الدكتور رشاد العسه حين قال لأحد الصناعيين والمخترعين الحرفيين: (ليس بيدنا حيلة لمساعدتكم.. هاجروا من هذا الوطن إلى مكان آخر، وأريحوا رأسكم وأريحونا)  وكأن هذا الوطن مزرعته!!

معلومات إضافية

العدد رقم:
412