عمال محاطون بالمواد السامة.. وبانتظار الموت!

 بعد مضي خمسة وعشرين عاماً على صناعة الإطارات في بلدنا، تأتي دراسة علمية، نفذتها جامعة البعث، لتبين واقع هذه الصناعة، وواقع العمل في الشركة العامة لصناعة الإطارات في حماة، ومدى خطورة المواد المستخدمة في هذه الصناعة على حياة العمال.

الدراسة التفصيلية، تضمنت في حيثياتها، المواد الداخلة في صناعة الإطارات، والمواد الناتجة عنها، وواقع المعمل الفني.

إصابات مميتة:

كتاب من اتحاد عمال حماة يحمل الرقم (722) وموجه بتاريخ 1/10/2002م إلى الاتحاد العام لنقابات العمال في دمشق، والكتاب يتضمن طلباً بإدراج الشركة العامة لصناعة الإطارات بمشروع طبيعة العمل إنصافاً للعمال، خاصة أن عمال الإطارات يتعرضون لعشرات المواد الكيماوية السامة والمسرطنة، وقد وقعت الكثير من الإصابات المرضية والمميتة فيما بينهم، ولم يتغير حال العمال بعد.

أما واقع المعمل الفني فهو يتراجع يوما ًإثر يوم، ومن سيىء لأسوأ، فعدا الجو الضبابي المفعم بالغازات السامة والمسرطنة، والناتج عن تعطل الشفاطات المستمر، فإن لا ميزة للعاملين في المعمل عن غيره من المعامل، لامن حيث الأجور، ولا من حيث الوجبات والملابس.

فحتى قانون التأمينات الجديد، يستثني معمل الإطارات من الاستفادة من ميزة التقاعد المبكر حيث يقابل العام بعام ونصف من الخدمة الفعلية.

نموذج للانتحار:

في دائرة الخلطة حيث يتم التعامل بشكل مباشر مع المواد الأولية، يرفع العاملون ورؤساء الورديات كتاباً موجهاً إلى نقابة الصناعات الكيماوية شارحين في كتابهم هذا، الطريقة الأسرع للموت السريع، وهذا جدول مبسط عن المواد الأولية وأثرها المباشر على صحة العمال وعلى حياتهم كما جاء شرحه في الكتاب:

1. المطاط الطبيعي: إصابات رئوية، سرطان دم ورئة وكبد.

2. مطاط صناعي: خدوش بالملتحمة، نقص في كريات الدم البيضاء.

3. المطاط المجدد: مشاكل تنفسية.

4. الكبريت: التهاب قصبات وتهيج عيون وتوسع شُعَبي.

5. الحشوات (منشطة، سوداء، بيضاء): تقرحات جلدية، التهاب معدة وأمعاء، سرطانات، التهابات رئوية، آلام وتقيؤ.

6. المطريات: إصابة بالسرطان، التهابات جلدية.

7. المسرعات: إصابة بالسرطان، مهيجة للجلد والعينين.

كما طالب العمال النقابة، بوضع حد لواقع عملهم السيىء، ورعب الموت الذي يحيط بهم، خاصة وأن وفيات عدة، حصلت في الدائرة تثبت ذلك، إذ أن سببها الرئيسي هو السرطان، هذا بالإضافة إلى أن أغلب العاملين في دائرة الخلطة، وسواها من الدوائر يعانون من أمراض مزمنة مختلفة.

وبالرغم من تأزم العاملين، وظروفهم السيئة، إلا أنهم لم يلقوا أي اهتمام من قبل الجهات المعنية، ولم ينظر في مطلبهم الذي رفعوه أكثر من مرة، لعدة جهات، بأن لاتستمر الخدمة أو العمل في دائرة الخلطة (الأشد خطورة على حياة العمال)، أكثر من عشرة أعوام. والذي يحصل أن غالبية عمال الدائرة، يعملون فيها منذ أكثر من عشرين عاماً، أما على صعيد الفحوصات الطبية، فتعامل الخلطة كدائرة يعمل فيها (154) عاملاً، مثل أي دائرة أخرى لا تحوي أكثر من خمسة عمال، وفي كلا الحالتين، تنطبق عليهم التعميمات الإدارية، في إجراء الفحوصات الدورية لخمسة عمال فقط من كل دائرة خلال العام، هذا عدا غياب الوجبة الداعمة لعمال هذه الدائرة كالبيض والحليب، لتلافي الآثار السلبية للمواد السامة.

للتوضيح:

عمال الشركة المذكورة، ودائرة الخلطة خصوصاً، ينتظرون من ينظر بأمرهم، خاصة وأن دراسة علمية أجرتها جامعة سورية رسمية، توضح بالنسب والأرقام، واقع العمل في الشركة، والظروف القاسية التي يعيشها العمال والذين أرفقوا في أحد كتبهم أسماء خمسة عشر عاملاً من أصل مائة وخمسين، قضوا نحبهم بالسرطان والجلطة، يعملون في دائرة واحدة فقط، من دوائر الشركة...

العاملون المتوفون جراء تعاملهم مع المواد الكيماوية في المعمل:

جاسم قسوم ـ حسن بلان ـ معيوف عساف ـ خالد محلي ـ صفوان عبد المولى ـ أحمد عبد الحميد مرادي ـ محسن حداد ـ عضوب الآنة ـ محمود النشمي ـ عبد المجيد السفاف ـ زياد حمصي ـ سليمان جاكيش ـ عثمان صطوف ـ محمود صطوف العبد الله ـ إبراهيم كبريتي.

 

■  «قاسيون» ـ مراسل حماة