بصراحة يا خسارة.. يا بلد!

كعادته صديقي العزيز أبو يسار متابع لأخبار الحركة النقابية ومؤتمراتها فهو يحافظ على حضور كل المؤتمرات على الرغم من أنه تقاعد عن العمل منذ سنوات. . . .

مازال ينفخ سيكارته كعادته ويعلق والله ماتغير شي «دق المي وهي مي».

وقبل ثلاثين سنة حضر المرحوم الزعبي المؤتمرات النقابية ومعه الوزراء وكان قانون الاستثمار قد صدر، للذمة أنتو الشيوعيين سميتوه قانون الاستعمار، جلس خلف المنبر، تحدث عنه وعن التطورات على الصعيد الاقتصادي وكيف سيحدث هذا القانون نقلة على صعيد اقتصادنا الوطني «البطالة ستحل، الفقر سيقضى عليه ـ ستغدو سورية هونغ كونغ العرب»

بعد عشرين عاماً خسرت سورية وربح الزعبي ووزراءه من خلال نهبهم لاقتصادنا الوطني، زادت أموالهم وشركاتهم وخسرت سورية وزادت البطالة وارتفعت الأمية وزاد الفقر الاجتماعي.

وبعد ذلك تتذكر إجت حكومة الدكتور ميرو وطرح آنذاك تعديلاً لقانون الاستثمار.

حضر المؤتمرات النقابية وبنفس النبرة تحدث عن أهمية تعديل قانون الاستثمار وماذا سيقدم للبلاد والعباد طفرة اقتصادية (ضيعنا الوقت، علينا أن نعيد النظر بمشاريعنا الاقتصادية، الاستثمار هو الحل وعلينا أن نقدم التنازلات للمستثمرين ولو على حساب عمالنا، فالعمالة لدينا رخيصة كذلك وعد بتحويل سورية إلى مركز اقتصادي رفيع على مستوى الوطن العربي).

والنتيجة شو، خسرت سورية وربح الدكتور ميرو ووزراءه كذلك من نهبهم لاقتصادنا الوطني، ارتفعت معدلات البطالة، ارتفع معدل الأمية،  ارتفعت معدلات الفقر الاجتماعي.

واليوم سماع والله العظيم نفس المنظر ونفس الكلام ونفس التعابير، المشكلة نحنا العمال قبلنا  بالتغيير في سورية نحو الأفضل ولم نقبل بتغيير سورية نحو الأسوأ والله لم يعد مسموح أن يربح رئيس مجلس الوزراء ووزراءه في هذه المرحلة لأن سورية لم تعد تتحمل الخسارة، الخسارة تعني خسارة سورية بالأكمل وخاصة أن المؤامرات التي تحاك علينا كبيرة تحتاج إلى اقتصاد قوي يستطيع أن يصمد لا اقتصاد مرهون، وألأنكى من هيك أن بعض القيادات النقابية بتسوق حسب السوق ولن كان مسواقها على حساب البلاد والعباد ولكن مصالحها بتحلل عليها أن تتحول لمفتي عند أصحاب الجلالة أولي الأمر ولو كانوا تجار بتاجروا بمصالحنا، والله العظيم  والعظيم المعظم إنو اليوم المساومة على مصالحنا الاقتصادية والاجتماعية خيانة وطنية من الدرجة الأولى.

معليش خلي القيادة النقابية تحكم ضميرها وتستفيد من الماضي وتلتف حول مطالب عمالها وإلا يا خسارة نحن العمال حملنا الراية لناس ما بهمون غير مصالحهم ولو على حساب لقمة أولادنا بسيطة.

تركني أبو يسار والدمعة في عينه وهو يتمتم إن خليت بليت . . . إن خليت بليت . . . مافي نقابي يقول كلمة حق بوجه قبيض إن خليت بليت . . . يا خسارة يا بلد . . . يا خسارة يا بلد . . .

آه كم أنت على حق يا صديقي أبو يسار اليوم الوطني مثلك يعتبرونه مجنوناً.. لقد ضاعوا ولن نتركهم يضيّعون البلد..!

 

■ سهيل قوطرش