من أول السطر:الملوثات الفيزيائية لبيئة العمل

نستكمل في هذه الزاوية موضوعة الصحة والسلامة المهنية، وأهمية التعرف على أنواع الملوثات التي تصيب بيئة العمل، وأهمية الإجراءات الوقائية التي يجب تأمينها من أجل الحفاظ على صحة العمال من الأمراض المهنية وإصابات العمل، وبدأنا بملوث الضوضاء (الضجيج) كواحد من الملوثات الفيزيائية، وسنتابع بتسليط الضوء على العناصر الأخرى التي تندرج تحت مسمى الملوثات الفيزيائية التي تصيب بيئة العمل.

 

 

الاهتزازات الميكانيكية: وهي حركة ترددية توافقية, أي أنها حركة تكرر نفسها بعد فترة محددة من الزمن, وتنتقل الاهتزازات الميكانيكية من الآلة إلى يد الإنسان فذراعه, ثم إلى باقي أجزاء الجسم، وتؤثر الاهتزازات على المباني والآلات وحساسيتها وقدرتها في الصناعة, وأيضاً على أجزاء جسم الإنسان وكفاءة أعصابة وخاصة الأطراف, ولا يظهر هذا التأثير إلا على المدى البعيد، ولا يمكن تفادي انعكاساته على صحة العامل، بل يمكن التخفيف منها ببعض الإجراءات، منها: الخاص بالآلة حيث من المفترض أن يكون اهتزازها بالحد الأدنى الممكن، كما يلعب عدد ساعات العمل التي يقوم بها العامل بالعمل وراء هذه الآلة دوراً أساسياً، ويجب تخفيض عددها قدر المستطاع ومنح العامل فترات من الراحة خلال مدة العمل اليومي. 

درجة الوطأة الحرارية: هي صورة من صور الطاقة, وتقاس كمية الحرارة بالسعر الحراري وتنتقل الحرارة عن طريق الإشعاع– التوصيل– الحمل، وهذا النوع من الملوثات يتواجد بالكثير من الصناعات كصناعة الزجاج والصلب والحديد والأفران ..الخ ويمكن التخفيف من الإشعاع الحراري بدرجة كبيرة، إذا ما تم عزل الأفران وتغطيتها، ويمكن قياس درجة الوطأة الحرارية بالأجهزة المتخصصة بذلك، من أجل تحديد المنسوبات المأمونة. أما بالنسبة للوقاية الفردية فهناك الملابس العازلة والنظارات الكفيلة بحماية العينين وبخاصة الشبكية.

الأشعة الكهرومغناطيسية: تتكون الأمواج الكهرومغناطيسية من مجالات كهربية ومجالات مغناطيسيـة مهتزة بالتردد نفسه وتنتقل بالسرعة نفسها, ومتعامدة بعضها على البعـض من ناحيـة ومتعامدة على اتجاه انتشارها من ناحية أخرى.