مندوبات مبيعات
ميلاد شوقي ميلاد شوقي

مندوبات مبيعات

منشآت تجارية تنشأ وتفتتح ولا يتكلف صاحبها أي شيء، ولا عناء أية مسؤولية تجاه عماله، بل عمله قائم أساساً على استغلال عماله وبيع بضاعة رديئة الجودة بأسعار مرتفعة للمستهلك، وغالباً ما يتم العمل داخل مكاتب مخفية ومؤقتة تهرباً من أية رسوم أو ضرائب.

يتم التوظيف عادة في هذه الشركات عبر إعلانات مضللة تنتشر على جدران الأبنية وفي الشوارع، مثل فرصة عمل براتب ممتاز والخبرة غير ضرورية، أو شركة تجارية بحاجة لموظفين براتب ممتاز، أو يلزمنا سكرتيرات, وعادة  ما يطلب للعمل فتيات فقط .

إقناع تحت ضغط الحاجة

ثم يطلب إلى الفتيات المتقدمات العمل كمندوبات مبيعات، ومن تثبت كفاءتها سيتم تعينها داخل مقر الشركة أو المكتب, بعد ذلك يتم إجراء دورة ليومين أو ثلاثة، يتم خلالها إقناع الفتيات بالعمل كمندوبة مبيعات من خلال إغرائهن برواتب خيالية، وإنها ستحصل على دخل بمئات الألوف إذا ما أثبتت جدارتها، وأن هذا كله يعتمد على نشاطها فقط، وأن عملها هذا هو فرصة عمر بالنسبة لها ولأسرتها.... 

أغلب الفتيات مجبرات على تصديق هذه الخدع، رغم معرفتهم بكذبها مسبقاً، بسبب ظروفهن الخاصة، فأغلب المتقدمات إلى هكذا أعمال هنّ من طالبات الجامعة اللواتي يبحثنّ عن أي عمل يحقق لهنّ دخلاً يؤمنّ من خلاله مصروفهنّ الجامعي، أو ممن فقدن معيلهن بسبب الحرب ووجدنّ أنفسهن مضطرات للخروج إلى العمل، وأغلبهن لا يملكن أية خبرات أو مؤهلات .

12 ساعة عمل مع إهانات وتغريم

تجد العاملة نفسها مضطرة كل يوم ومن دون يوم راحة للتجوال في الشوارع 12 ساعة يومياً، تدور خلالها بين الأبنية والطوابق صعوداً ونزولاً، وتطرق الأبواب وهي تحمل حقيبة تزن بحد أدنى 10 كغ، وتتعرض للكثير من حالات الطرد والإهانات, ودون أن يكون لها أي دخل مسبقاً أو أجرٍ ثابتٍ محدداً كل شهر, بل راتبها يتحدد بقيمة ما تبيعه فقط, مع العلم أن العاملة لا يمكنها ترك العمل قبل نهاية الشهر، لأن ذلك سيحرمها من أي راتب استحقته خلال الشهر (مع تغريم العاملات طبعاً بكل قطعة تنساها العاملة داخل الشركة قبل خروجها) .

أنظمة عمل

ولعمل المندوبات نظامي عمل:

1 – نظام البيوت: يعني زيارات منزلية وطرق أبواب، «وطلعة ونزلة»، وتكون إزعاجات نظام البيوت أقل من إزعاجات المحلات أو الأسواق، لأنه غالباً ما يتم التعامل مع ربة المنزل، وهذا النظام تحبذه أغلب المندوبات بكل تأكيد.

2 – نظام المحلات والأسواق: غالباً ما تكون «نزلة» البنت بمناطق أغلب أصحاب المحلات شباب أو في أسواق شعبية.

طبيعة عمل متعبة وتحرش

طبيعة عمل المندوبات وبيئة عملهن تعرضهن للكثير من المضايقات والتحرشات والإهانات، وعليهنّ أن يتأقلمنّ مع طبيعة عملهنّ، وعليهن أن يتمتعن بشخصية قوية بسبب دخولهن الى أماكن مغلقة، ويتعرضن لكثير من المواقف المحرجة، حيث يتم استدارج البعض منهن إلى أماكن مغلقة بحجة الاطلاع على البضائع، وللأسف تقع العديد من الفتيات في هذا الفخ بسبب لهاثها وراء البيع وزيادة أجرها آخر الشهر، وهو ما انعكس سلباً على سمعة المندوبات بشكل عام.

وقدرة العاملة على التعامل مع هذه المواقف، واتخاذها لعدة احتياطات لحماية نفسها، هما السبيل الوحيد الذي يحميها من هذه المضايقات، وخصوصاً أن ليس لديهنّ الحق في اختيار أماكن عملهن، فالعاملة مجبرة على النزول إلى المكان الذي يحدده لها رب العمل، ولو كان لا يناسبها وإلا فإنها تتعرض للطرد مباشرة، وتحرم من أجرتها.

لا تعويضات ولا ضمانات

عدا عن مهمات السفر إلى محافظات أخرى التي تكلف بها العاملة، وعلى حسابها الشخصي، دون أن يترتب على رب العمل أية  مسؤولية  أو تعويض أو تأمين على حياتها، فيما لو تعرضت العاملة لأي حادث أو مكروه أثناء عملها، ودون مراعاة للظروف الأمنية التي تمر بها البلاد, ومع ذلك في حال تعرضت العاملة لأي حادث يغرم ذووها بثمن البضاعة، فصاحب العمل لا يهمه بالنهاية سوى بضاعته أو الربح الذي ستعود به العاملة, فالعاملة بالنسبة له ليست سوى بضاعة تمشي على الأرض فقط. .