عمال السكك الحديدية محرومون من الوجبة الغذائية
(الغذاء لا الدواء) هو الشعار الأساسي للصحة والسلامة المهنية في كل القطاعات الإنتاجية في بلدان العالم كافة..
الغذاء الجيد ضروري للوقاية من جميع الأمراض بشكل عام، وقد منح القانون الوجبة الغذائية للعمال الذين تكون ظروف عملهم مجهدة وملوثة، وذلك من أجل تعزيز قدرة أجسامهم على مقاومة الأمراض، لأن الأعمال المجهدة والملوثة الطويلة الأمد، المترافقة مع سوء تغذية مزمن، تخرج العامل من العمل الإنتاجي قسرياً في سن مبكرة، أي في العقد الخامس من عمره على أبعد تقدير.
إن طبيعة عمل عمال صيانة القاطرات والشاحنات وعمل سائقي القاطرات مجهد للغاية، فإيصال القطارات إلى مقصدها، يحتاج في بعض الحالات إلى أكثر من عشرين ساعة عمل متواصلة، إن ظروف العمل القاسية هذه تقتضي منح عمال الصيانة وسائقي القطارات الوجبة الغذائية التي نص عليها القانون.
مؤخراً، أصيب عدد من عمال الصيانة بأمراض القلب، وجرى تبديل شرايين لهم، وكذلك كانت هناك حالات فشل كلوي أدت إلى وفاة البعض نتيجة لاستنشاقهم غازات العادم والغازات الناتجة عن المواد الكيماوية لزوم صيانة البطاريات، وذلك في مستودع إصلاح القاطرات في جبرين، وهذا مؤشر على أن الأمراض المهنية تكلّف المؤسسة ملايين الليرات.
في عام 2006 منح عمال الصيانة وسائقو القاطرات الوجبة الغذائية لمدة شهرين فقط، ثم توقفت فجأة، والحجة عدم وجود موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وحتى الآن ينتظر العمال موافقة الوزارة التي لن تأتي على ما يبدو لأن سياسة الوزارة الليبرالية هي انتزاع مكاسب العمال التي حصلوا عليها خلال نضالهم الطويل، وليس مساعدتهم على نيل حقوقهم.
إذا أضفنا الآن قانون تعويض طبيعة العمل التي تمنح للأعمال الخطرة والملوثة التي نص عليها القانون 50 لعام 2004 والتي يستحقها عمال السكك الحديدية بجدارة. فهل من ينصف هؤلاء العمال الذين يشكلون أحد أعمدة البناء التحتي للصناعة الحديثة، وبجهودهم الخيرة يساهمون في حَل مشاكل النقل في وطننا التي تتفاقم يوماً بعد يوم؟؟