.. وتستمر وصاية المسؤولين
وردت إلى «قاسيون» رسالة من عاملة في مطحنة القامشلي، خاب ظنُّها في ديمقراطية الانتخابات النقابية، ونزاهتها. نشكر للعاملة ثقتها بالصحيفة، وننشر رسالتها التي جاء فيها:
«عزيزتي صحيفة «قاسيون»:
إنها المرة الأولى التي أفكر فيها بمراسلة جريدة، ولعل كتاباتك ومقالاتك المليئة بالصدق والجرأة، هي التي شجعتني على الكتابة إليكِ.
عند بداية توظيفي، فرحت بالحصول على وظيفة، في بلد تعمُّه البطالة، وحلم الكثيرين فيه، الحصول على فرصة عمل، وبدا الأمر لي، وكأن أحد أحلامي المستحيلة قد تحقق، بعد صبر وانتظار.
لم أكن أؤمن بالرشاوى، وبإمكانية استغلال المنصب، وكنت أحسب أن مقولة «الإنسان المناسب في المكان المناسب»، تطبق دائماً في مؤسساتنا الوطنية.
ولكن التجربة كانت خير دليل على أن هناك أشياء تجبر الإنسان على تغيير كل ما كان يؤمن به، أو يحسبه حقيقةًًًًً، ليدرك بعدها أن الحياة لا تسير كما يخطط لها.
وأنصع مثال على كل ما سبق، ما جرى في الانتخابات النقابية، حيث ترشح بعض العمال، كالعادة، وكل ظني أن الانتخابات ستجري على أساس اختيار المرشحين من قبلنا بشكل نزيه، وأن من يمثلنا، سيكون من اختيارنا. ولكن الرياح سارت بعكس ما يشتهي العمال، إذ أن المدير العام توجه إلى المرشحين، فرداً فرداً، فطلب منهم الانسحاب، مؤكداً أنه سيتم الاحتفاظ بكامل الطاقم السابق في اللجنة النقابية، وعمت البلبلة في الدائرة وكثرت الأقاويل هنا وهناك، ولأول مرة، رأيت مديري ومسؤول عملي، يتحرك كنحلة نشيطة، بعد أن كانت رؤيته بمثابة رؤية مدير عام في دمشق، لعامل من القامشلي، لأن المسافة طويلة بين الرئيس والمرؤوس، كما جرت العادة في بلادنا العزيزة.
لذلك أتساءل، إذا كانت الانتخابات النقابية، هي فعلاً من أجل الدفاع عن حقوق العمال، ومصالحهم في دوائرهم؟؟ إذ أننا – نحن، العمالَ المعنيين بهذا الحق- لا نحصل عليه، ويسلبوننا إياه في كل مناسبة، سواء عبر مرشحي جبهتنا الوطنية التقدمية، والباقي عن طريق التزكية الإجبارية، فتصوروا.
لذلك، أناشد الجهات المختصة، من خلال العزيزة «قاسيون» أن لا يسموا هذه الانتخابات «انتخابات اللجان النقابية للعمال»، لأن العمال الذين لا حول لهم ولا قوة، لا رأي لهم، بل فليسموها انتخابات «كل من إيدو إلو».. ولكم جزيل الشكر!»