غسان غصن لـ «قاسيون»: لبنان يتجه نحو النيوليبرالية والمواجهة مستمرة!!
تعرض النقابي غسان غصن رئيس اتحاد نقابات عمال لبنان لضغوطات كبيرة لكي لا يحضر المؤتمر 25 لاتحاد نقابات عمال سورية، لكنه حضر، وتحدث لـ«قاسيون» قائلاً:
أحيي المؤتمر وشعاره في إطار التطوير والتحديث والإنماء، وأعتقد أن هذا الشعار هو عنوان المرحلة القادمة التي تعتمد النهوض الاقتصادي انطلاقاً من الرؤية ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي بعيداً عن الهيمنة وأحادية النظرة التي يقودها البنك الدولي وصندوق النقد اللذان يعملان بوحي من الولايات المتحدة الأمريكية، وانطلاقاً مما أعده بوش وسدنة الحرب والجنون، ورؤيتنا كعمال نسعى إلى النهوض الاقتصادي بما يترافق مع العمل اللائق الذي يحترم كرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم، ونعمل على مواجهة السياسات الليبرالية المتوحشة انطلاقاً من البعد الاجتماعي الذي يترافق والرؤية الاقتصادي، ولا أعتقد أن عمال لبنان وسورية والعمال العرب يبتعدون عن هذه الرؤية، لأنها واحدة وطبيعة العمل واحدة أيضاً.
• ما المهام العاجلة الآن أمام اتحاد عمال لبنان في ضوء الوقائع السياسية والاقتصادية؟
ـ من طبيعة النظام الاقتصادي اللبناني المبني على الليبرالية أنه ينمو الآن في اتجاه كبير نحو النيوليبرالية بعيداً عن الجانب الاجتماعي، ويدعو الآن إلى انسحاب الدولة من كامل مسؤولياتها، إن في الرعاية الاجتماعية أو التأمينات أو صناديق الضمان، والاتحاد العمالي العام في لبنان يرصد هذا التنقل الحكومي منذ سنوات، والحكومات تمعن في الانسحاب من مسؤوليتها الاجتماعية، بل وضعت برامجها في بعد كامل عن البعد الاجتماعي، وراحت تنفذ طروحات البنك الدولي وما يقدمه من وصفات جاهزة على الطريقة الأمريكية. ومعروف أن مفاهيم البنك الدولي تنبعث من الفلسفة الاقتصادية الأمريكية ومدرسة الانسحاب الكلي من دور الدول وتفريغها لحساب أصحاب رؤوس الأموال في القطاع الخاص والذي بطبيعته يبغي الربح في استثماراته، كانت معركة المواجهة وبدأت منذ تسلمنا رئاسة الاتحاد عام 2000 تم التصدي لهذا المشروع بشكل متكرر من خلال الإضرابات والتظاهرات والاعتصامات، وقد تم من خلال ذلك لجم الحكومة والحد من تسارعها في تنفيذ مشاريعها المشبوهة.
• وحول الواقع التنظيمي في الاتحاد وتباين الرؤية في مواقف عديدة قال غصن:
ـ دأبت وجهدت السلطة في لبنان من خلال قدرتها وتسللت إلى بعض مفاصل الحركة النقابية، لعبت على الخلافات الداخلية ووظفتها لمصلحة وخلقت وضعاً من التشتيت في بنية الاتحاد العام والذي هو اتحاد كونفدرالي يجمع قوى الإنتاج في كافة التمثيلات إن كان على مستوى المؤسسات العامة أو الخاصة أو القطاعات المهنية العمالية، ولكن استطعنا توحيد الأكثرية داخل الاتحاد والاستمرار والثبات في مواجهة كل أهداف السلطة والتي تسعى في المحصلة إلى كم أفواه الناس وتمرير مشاريعها التي تضرب الطبقة العاملة وأكثر فئات المجتمع من خلال سلة ضرائب ورسوم هائلة. ومن جهة ثانية تحرير هوامش الأرباح وأسعار السلع الأساسية دون أن تكون للحكومة سياسة رقابية.
وسأل السيد غصن:
هل سمعت يوماً أن حكومة تدعي الديمقراطية والحرية تتدخل لمنع إجراء الانتخابات النقابية وتحاول من جهة أخرى أن تضلل القضاء من أجل إيقاف هذه الانتخابات، غير أن الحركة النقابية اللبنانية بقياداتها المؤمنة بحق العمال بالدفاع عن حقوقهم والكفاح النقابي من أجل تحسين ظروف عملهم سوف تزيد من نضالها مهما كانت الظروف.
وقال: إن ما يمر به لبنان اليوم من صعوبات وانقسامات حادة بعد مقتل الحريري وارتهان السلطة للإملاءات الأمريكية وتعطيل أجهزة الدولة ومؤسساتها جعل الأوضاع الاقتصادية أكثر صعوبة على الطبقة العاملة وذوي الدخول المحدودة ووضع الاتحاد العام أمام مسؤولية كبرى مع تردي الوضع السياسي وحكومة عاجزة. وقد انعكس ذلك على الوضع الاجتماعي والمعيشي.
وقد سبق ذلك أيضاً حرب عدوانية في تموز 2006 من العدو الصهيوني والذي حاول على مدى 33 يوماً تدمير مرافق لبنان الأساسية والحيوية وخاصة البنية الاقتصادية مما جعل البطالة في مستويات عالية. ولكن المقاومة والشعب اللبناني بقواه الوطنية أفشل ما كانت تخطط له إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.