التعديات تزداد رغم كل التصريحات
يبدو أن الفاكسات المتبادلة بين نقابة عمال النفط وشركة المحروقات في مديرية فرع المنطقة الجنوبية «عدرا» هي من أكثر المراسلات نشاطاً في مديرياتنا، وتستحق النقابة والمديرية على ذلك مكافأة مجزية، لعملها المتواصل والدؤوب في عكس مسيرة التعديات على خطوطنا النفطية على أكمل وجه. هذه التعديات التي مازالت مستمرة رغم كل التصريحات التي صدرت من الوزارة وبعض المعنيين الذين يبدو أنهم استسلموا بكل بساطة للأمر الواقع، أو بالأحرى لأحد المعتدين الذين بدورهم فهموا أن كل الحلول التي اقترحتها نقابة عمال النفط لوضع حد للتعديات ذهبت أدراج الرياح، بمجرد وصولها لبواباتهم الموصودة بإحكام. فمنذ تاريخ 30/10/2009 إلى تاريخ 15/12/2009 أي في فترة شهر ونصف بلغ عدد التعديات «17» تعدياً، معظمها يتم بالطريقة المعتادة نفسها، أي فتح ثقوب بأبعاد مختلفة ثم سدها ببراغي بعد أن يركب عليها سكْراً أو سكْرين، قطر كل منهما بين /2 و3/ أنش.
أول التعديات كان في 30/10/2000 التاسعة ليلاً في منطقة «الوهبان» عند النقطة الكيلومترية /45/، بعد أن أبلغت شرطة الهيجانة المديرية بوجود تسرب في الخط، وتعد في 8/11، وذلك أثناء توقف الضخ على خط /10/، حيث لوحظ انخفاض ضغط التوقف بشكل كبير، ومع استمرار الانخفاض تم تفريغ الخط بعد إعلام الجهات المعنية بالأمر، حيث تم إبلاغ المديرية من ناحية حران العواميد بوجود اعتداء في النقطة /34 ـ 33/ عند النقطة الكيلومترية /33.60/، بعد أن نظم الضبط اللازم من شرطة الهيجانة، وتم لحم الخط. وفي 10/11 أعلنت المديرية من فرع درعا بوجود اعتداء على خط الـ /10/ عند النقطة الكيلو مترية /80/ شمالاً، وبتاريخ 18/11 أثناء جولة على الخط /10/ البترولي نتيجة انخفاض الضغط ليلاً ثم كشف اعتداء على خط مادة المازوت في منطقة الضمير عند النقطة الكيلومترية /13.75/. وفي 16/11 وأثناء جولة على خطي /6 و12/ بمدينة عدرا الصناعية تم العثور على اعتداء على خط /12/، وتم التنسيق مع الجهات المعنية لمراقبة المنطقة حتى تاريخ 19/11. وكذلك سجل اعتداء ضمن الريكار الموجود بالقرب من النقطة الكيلومترية /31/ بتاريخ 22/11. وعلى خط الوهبان عند النقطة /44.5/.
وفي 23/11 علمت المديرية في فرع محروقات درعا بحصول اعتداء في الريكار عند النقطة الكيلومترية /54/، وفي 24/11 اعتداءين الأول في الريكار بالقرب من النقطة الكيلومترية /55/ والثاني في النقطة /88.5/، واعتداء في الساعة 11 ليلاً بتاريخ 2/12 كشفته شرطة المسمية في منطقة الوهبان عند النقطة الكيلومترية /43.5/، واعتداء في 7/12 عند النقطة الكيلومترية /34/، حيث تم إعلام المديرية باعتداء من قبل شرطة الهيجانة، وفي 3/12 اعتداء على الخط الواصل إلى فرع درعا للمحروقات، وآخر في الخط نفسه بتاريخ 4/12، واعتداء جديد على الخط ذاته في 9/12، واعتداء في 10/12 تم إعلام المديرية عنه من شرطة الضمير عن النقطة الكيلومترية القريبة من المنطقة، وختام التعديات إلى تاريخ كتابة الخبر كان بتاريخ 13/12 بعد القيام بجولة على الخط /10/ البترولي نتيجة انخفاض الضغط في منطقة الضمير عند النقطة الكيلومترية /13/.
أخيراً لابد من القول «لقد بلغ السيل الزبى» والسؤال إلى متى ستظل الحكومة لا مبالية تجاه هدر هذه الكميات التي تقدر قيمتها بملايين الليرات، في حين تبخل على المواطن بقروش الدعم المحدودة التي لا نعرف مصيرها حتى الآن. إنها فعلاً مهزلة لابد من وضع حدٍ لها.