بانوراما الإضرابات العمالية في سورية 2010 – 2016
متابعة لما تم نشره في العدد السابق من توثيق لأهم الاحتجاجات والإضرابات التي قامت بها الطبقة العاملة السورية، دفاعاً عن حقوقها ومصالحها، في القطاعين العام والخاص.
عقود إذعان
قامت شركة فيرست غلاس الإيرانية لصناعة الزجاج في مدينة عدرا الصناعية بتوقيع عقد تشغيل واستثمار مدته 52 سنة في سورية وذلك عام 2008، وعند بدء التشغيل عام 2010 قامت بتوظيف 224 عاملاً وعاملة، ووقعتهم على عقود إذعان، حيث أجبرت الجميع على التوقيع على سندات أمانة بقيمة 450 ألف ليرة سورية بحجة حماية المعمل من السرقة، عندها حاول العمال والعاملات الخروج من المعمل احتجاجاً فأغلق باب المعمل في وجههم تحت طائلة التهديد بالتسريح. «عدد 444/2010».
ضد النقل والتسريح التعسفي والصرف من الخدمة
اعتصم 42 من عمال العتالة في مؤسسة عمران السويداء، بعد أن قامت الإدارة بتوقيع عقد مع أحد المتعهدين الذي قام بتسريحهم تعسفياً وجلب عمالاً من خارج المحافظة، وقد منع المعتصمون المتعهد من دخول المؤسسة وطالبوا بإلغاء التعاقد مع المتعهد الخاص واعتبارهم عمالاً دائمين، وانتصروا في مطالبهم «عدد 445/2010».
اعتصم 480 من العمال المسرحين في شركة محروقات بانياس أمام مجلس الوزراء بتاريخ 2/11/2010 للمطالبة بالعودة إلى أعمالهم، ولم يفكوا الاعتصام إلا بعد أن قام مكتب الرئاسة بمفاوضة ممثليهم مع وعد بتنفيذ مطلبهم «عدد 471 و477/2010».
اعتصم عشرات العمال والمهندسين من مديرية الخدمات الفنية بحلب أمام مقر رئاسة مجلس الوزراء بتاريخ 29/6/2011 باسم المصروفين من الخدمة في حلب كلهم، بعد أن جرى اتهامهم زوراً وبهتاناً بالفساد من قبل بعض قوى النفوذ والفساد وتم صرف المئات من الخدمة على أساس ذلك «العدد 509/2011».
نفذ العشرات من العمال المؤقتين والمثبتين في مؤسسة دار البعث اعتصاماً بتاريخ 29/7/2012 رافعين مطالبهم العادلة، طالبين البقاء في عملهم دون نقل، وسبب اعتصامهم هو صدور قرار من المدير بنقل 380 عاملاً إلى خارج ملاك دار البعث بشكل تعسفي ما أثار حفيظة العمال وخروجهم للإضراب مطالبين بتثبيت المؤقتين وإلغاء قرار النقل، وقد جاء هذا الإضراب بعد أشهر من تهديد اللجنة النقابية بالإضراب وإصرار الإدارة على موقفها «العدد 564 و565/2012».
قانون العمل الجديد
مع صدور قانون العمل الجديد رقم 17 بدأ أرباب العمل في القطاع الخاص بتطبيقه وسحبت المزايا الممنوحة للعمال في القانون القديم، وجرى توقيع عقود عمل جديدة، وفي معمل السويدي للكابلات في عدرا وتل كردي قام ربّ العمل بإلغاء نظام الثلاث ورديات إلى نظام الورديتين دون دفع أية تعويضات للعمال، قرر العمال الإضراب عن العمل ومن ثم اعتصموا أمام مبنى إدارة المدينة الصناعية بعدرا مطالبين نقابة الصناعات المعدنية والكهرباء بالتدخل، وهو الإضراب الثاني بعد الإضراب الأول الذي تم منذ سنوات، وبعد 3 أيام من الإضراب انتصر العمال في مطالبهم بعد مفاوضات جرت بينهم وبين أرباب العمل بحضور النقابات «العدد 454 و 455/2010».
من أجل السكن العمالي
قام 80 عاملاً من عمال معمل اسمنت طرطوس بالاعتصام بتاريخ 2/2/2010 بدمشق من أجل حقهم في السكن العمالي، وتطبيق المرسوم رقم 46 لعام 2002 القاضي بتملك المساكن العمالية بأسعار تقسيط بسعر التكلفة، تقوم الإدارة بمحاولة طرد 80 عاملاً مع أسرهم في طرطوس ويشمل أيضاً أسر العمال المتقاعدين أو المؤقتين أو المتوفين في مشكلة عمرها سبع سنوات. «عدد439/2010»
من أجل الأجور والحوافز
اعتصم 1800 من عمال مرفأ طرطوس أمام مبنى المحافظة بتاريخ 3/1/2011 من أجل توزيع الكتلة الإنتاجية بشكل عادل لمن يعملون في أعمال قاسية، وتثبيت العمال المؤقتين، وطبيعة العمل وصرف الوجبة الوقائية وصرف الإجازات الإدارية وغيرها من المطالب، تبعه اعتصام ثاني خلال أسبوع بتاريخ 9/1/2011 دفاعاً عن حقوقهم المكتسبة واحتجاجاً على كلام المدير العام الذي هدد برميهم في الشارع، وأمام إصرار العمال على موقفهم صدر مرسوم رئاسي يقضي بإعادة توزيع كتلة الأجر المتحول المستحقة وفق أحكام القانون رقم 75 لعام 1979 والمرسوم التشريعي رقم 8 لعام 1975 على جميع المشاركين في العملية الإنتاجية في مرفأي اللاذقية وطرطوس، بعد أن كانت توزع على فئات محددة فقط، وانتصر العمال في مطالبهم على الإدارة «العدد 484 و485/2011».
احتشد عمال الشركة العامة للمشاريع المائية «ريما» فرع دمشق للاعتصام في مبنى الاتحاد العام لنقابات العمال للمطالبة بأجورهم التي تأخرت ثلاثة أشهر، وقد أصر العمال على مطالبهم في ظل الأوضاع المعاشية السيئة «العدد 542/2012».
أضرب 45 من سائقي شاحنات نقل الغاز في حقول الرميلان عدة مرات خلال سنتي 2011 و2012 بعد صدور قرار من وزير النفط يقضي بحسم أجور نقل أسطوانة الغاز منهم، وقد أصرت إدارة سادكوب على العمل بالأجور القديمة والتراجع عن القرار «العدد 534/2012».
أعلن العاملون في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في سورية التوقف عن العمل في المراكز والأقسام جميعها بتاريخ 17/4/2012 مطالبين بزيادة الرواتب والأجور، وعندما لمست الإدارة جدية الإضراب وافقت على زيادة الأجور بنسبة 75 %، وقد سبق ذلك حصول إضرابين عام 2010 من أجل تثبيت العمال المياومين وزيادة الأجور والضمان الصحي وحماية المضربين من الإقصاء الإداري، وبعد التفاوض جرى رفع الأجور بنسبة 21% «العدد 555/2012».
أضرب عمال شركة المتوسط للصناعات الدوائية في مخيم الوافدين بدمشق يوم الثلاثاء 29 تموز 2013، أمام تردي الأوضاع الاقتصادية والمعاشية لعمال شركة المتوسط للصناعات الدوائية، وأمام تلاعب الإدارة بزيادة الأجور الواردة في المرسوم الرئاسي وفق الشرائح المقررة، وقيامها باختزال هذه الشرائح جميعها وتحديدها بنسبة 15% فقط، أعلن العمال إضرابهم للمطالبة بأن تتناسب الزيادة المقررة مع الغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة، ورفضاً لنسبة 15% التي حددتها الإدارة.
اعتصم العمال المياومون في معمل اسمنت طرطوس بعام 2014 مطالبين بتثبيتهم ورفع أجورهم التي كانت تبلغ 10 آلاف ليرة سورية شهرياً فقط، وطالبوا في اعتصامهم بمكافحة الفساد في إدارة المعمل «العدد 600 و602 و614/2014».
في معمل زنوبيا وهو أحد أكبر معامل السيراميك في البلاد، يعمل فيه 1200 عامل، وقد أضرب العمال أربع مرات خلال سنة واحدة من أجل زيادة الأجور، وقد انتصروا في مطالبهم في المرات الأربع، وفي الإضراب الأخير في أيار 2016 استطاعوا انتزاع زيادة أجور بنسبة 100 % «العدد 760/2016».