بصراحة:وعي الضرورة عند العمال

بصراحة:وعي الضرورة عند العمال

مع ارتفاعات الدولار اللعين، تصاعدت التصريحات وتنوعت مصادرها، وجميعها ينحو نحو التبرير لهذا الدولار، ويبارك مسيرته «المظفرة» في شق طريقه الذي عبدته له السياسات الاقتصادية المالية الحكومية، بجلالة قدرها وحسن إدارتها لتلك المسيرة، ليصيب في قلب المعذبون في الأرض، أصحاب البطون الضامرة التي يعتصرها الألم، بسبب قلة الإمكانية في تأمين ما يسد الرمق، ويُسكت الأفواه التي تصرخ وتقول: 

كفى .. أوقفوا حرب دولاركم علينا، لم يعد لدينا ما نقدمه لكم .!!

أخذتم كل شيء، حتى الهواء الذي نتنفسه أصبح محسوباً علينا، فماذا بقي لنا سوى أغلال القهر والحرمان التي كبلتمونا بها .. سنخسرها من أجلكم، لندافع عن خبزنا وملحنا وهوائنا، وأطفالنا وعملنا وأجرنا ووطننا .. 

لن نسمح لدولاركم أن يفتك بنا.. 

نجوع .. نعرى لكن سنبقى نقاومكم .. 

سنحفر قبراً عميقاً لدولاركم، لنبقى أسياداً في وطننا .. في معاملنا وحقولنا 

سننتصر حتماً، نحن الفقراء، على فقرنا، الذي لم نصنعه نحن، لأن الفقر كافر، ونحن لا نحب الكفر، أنتم من صنع فقرنا، من عرقنا ودمنا النازف منذ أمد طويل، وتقولون لنا الرزق مقسم بالعدل ومكتوب، لكم ما أوتيتم من رزق فاقبلوا به كما هو!، ولكن أيضاً يقال «ما أغتنى غني إلا بفقر فقير» ..

المعادلة واضحة لا تحتمل التأويل والتفسير، فقرنا يقابله غناكم الفاحش من لحمنا الحي، مهما زينتم وحشية سوقكم، بشعارات الوفرة لحاجاتنا الضرورية، التي من الصعوبة أن تطالها أيدينا، حيث طبقتم علينا المثل الشعبي القائل «صحيح لا تقسم، ومقسوم لا تاكل وكُلْ حتى تشبع» لم لا! فهم يشبعون حتى التخمة، وليأت من بعدهم الطوفان!.

العمال ومن يشبههم من العاملين بأجر، والمعطلين عن العمل والمهمشين، حطب الأزمة الوطنية التي مازالت مستمرة، بالرغم من الجهود المضنية، التي يبذلها الشرفاء في هذا الوطن، من أجل وضعها على سكتها الصحيحة، ليأت من يستثمر فيها، سواء في الداخل أم في الخارج، من أجل أن تبقى الثروة مقسومة بينهم بنسب حسب قوة كل منهم، بينما منتجيها لا يصيبهم منها سوى فتات.

إن الجياع والمحرومين، يصرخون الآن قائلين لناهبي ثرواتهم كلهم:

حذار من جوعنا، ومن غضبنا!.