تزايد وتيرة الإضرابات العمالية.. إضراب سائقي شاحنات الغاز في الحسكة ما يزال مستمراً..

بدا واضحاً في الآونة الأخيرة اتساع رقعة الإضرابات والاعتصامات في سورية في القطاعين العام والخاص ليشمل عدة شركات ومعامل، وليزيد معها الالتفاف الكبير حول الأهداف والمطالب التي رفعها العاملون الذين بادروا بالإضراب، لكن الغريب أن الطرف الآخر المتمثل بالجهات المسؤولة ما يزال حتى الآن يثبت عدم امتلاكه لأدنى أساليب التعامل الصحيح والناجع مع العمال المضربين، علماً بأن أي إضراب هو دليل التلاحم بالنسبة للعمال، وفيه وحدة المصالح للطبقة العاملة السورية، وهو دليل على وجود صف واع ومضحّ بين صفوف القادة العمال، الذين يواجهون الإدارات في القطاع العام، وأرباب العمل في القطاع الخاص بكل شجاعة لفرض مطالبهم.

لقد جاء إضراب سائقي شاحنات الغاز في محافظة الحسكة، في وقت تشهد فيه العديد من المصانع والشركات في عموم البلاد حركة مطلبية، تجلت في العديد من الإضرابات التي قام بها العمال خلال الأسابيع القليلة المنصرمة، وهو برهان على اتساع الحركة المطلبية للعمال في سورية في ظل الأزمة التي تمر فيها البلاد، والتي هي بالأصل من نتاج تلك السياسات الهدامة للحكومة السابقة والحالية، واتخاذها أبعاداً أوسع حيث لم تتوقف على مصنع واحد أو قطاع واحد.

قام السائقون بإضرابهم بعد أن تم حسم أجور نقل أسطوانة الغاز بموجب كتاب من الوزير تحت رقم 1672/6.ب تاريخ 13/11/2011 على أن يطبق في 1/12/2011، ليزيد الطين بلةً في الأزمة الخانقة للمحروقات وخاصة لمادتي الغاز والمازوت وضرورة تأمينهما في هذا الوقت، فبعد استلام السائقون نص الكتاب قاموا بأول إضراب لهم دام ليوم واحد فقط.

فقامت الجهات المعنية بالمحافظة بإخبار المحافظ، ومدير محروقات الحسكة، ليكون لهما علم بما يقوم به السائقين، فقام المحافظ بتهدئة الأمور، وذلك بتدخل مباشر منه للتريث بتطبيق القرار فيما يتعلق بمادة الغاز حصراً، ريثما يتم النظر بأجور النقل، ومعالجته ومناقشته بالمكتب التنفيذي بالمحافظة، وقام الإداريون بتحويل هذا الرأي إلى مدير عام سادكوب الذي رد بطريقة نسف فيها فكرة المحافظ حيث جاء الرد: «يرجى تطبيق كتاب الوزير والتقيد به لأنه الناظم لنفس الكتاب المؤرخ بتاريخه».

لم يؤخذ برد مدير عام سادكوب حيث تم تنفيذ كتاب المحافظ ومدير المحروقات إلى نهاية العام 2011 والذي يتضمن العمل بالتسعيرة القديمة، لحين وصول كتاب آخر من الوزير، بعد ورود كتاب من المدير العام للمحروقات وقراره لتطبيق قرار الوزير.

ونظرا للرجوع بالعمل على الكتاب القديم، مايزال السائقين مضربين منذ 2/1/2012 وحتى ساعة كتابة الخبر، ومعهم 45 شاحنة نقل، علماً أن سادكوب الحسكة أبقت التسعيرة القديمة لكل الشاحنات الموجهة لمدينة الحسكة في الوقت الذي تحسب النفقات على كل الشاحنات واحدة بالمقدار نفسه، بما في ذلك الشاحنات المتجهة إلى مدينة رأس العين التي تصل المسافة بين معمل الغاز وتلك المدينة 206 كم، في حين المسافة بين الشركة والحسكة 164 كم، وفي باقي المناطق تم تخفيض الأجرة دون أية تدخلات.

بعض السائقين المضربين همسوا لمراسل قاسيون بأن هذه الإجراءات التي قام بها الوزير جاءت بناء على الكتب والوشايات التي أرسلها كل من (م.ب) من إدارة سادكوب، و(ح.ص) المحاسب في الشركة، و(ع.خ) رئيس قسم الغاز لأجل الزيادة. المضربون يوصلون  ليلهم بنهارهم.

إن هذه الإضرابات هي امتداد طبيعي للحركة المطلبية والأهداف التي رفعها العمال، والتي نادى بها الاتحاد العام لنقابات العمال في مجلسه الأخير بشكل واضح وصريح، وكان أهم أولوياته حجب الثقة عن وزير النفط ومحاسبته فورا عبر ممثلي العمال.

في الوقت الذي ندعو فيه عمال القطاع النفطي في سورية للتضامن مع زملائهم في العمل في سائر المشاريع والصناعات، وخاصة العاملين في فرع غاز بانياس ودمشق والحسكة، نطالب الحكومة والإدارات المختصة بتحقيق مطالب العمال فورا، كما ندعو الاتحاد العام لنقابات العمال الوقوف بحزم مع عمال النفط في كل الفروع المضربة عن العمل والمفصولين منها بشكل تعسفي ومساندة إضرابهم.