لماذا يا وزارة التربية؟

سبق أن قدمت وزارة التربية بعض التسهيلات للمعلمين والمدرسين، المهجرين من المحافظات الأخرى إلى مدينة دمشق وريفها، ومنها منحهم سلفة على الراتب 40 ألف ليرة سورية، وفعلاً على قلتها كانت عوناً لهم في مواجهة ظروف التهجير وخاصة على مستوى المعيشة والسكن، لكن يبدو أنها ندمت على موقفها هذا، بدل أن تزيده، أو على الأقل تستمر فيه!.

توجه العديد من المعلمين والمعلمات الذين تهجروا منذ شهرين وحددوا أماكن عملهم وباشروا، بشكوى إلى جريدة قاسيون مفادها: نتيجة ظروف التهجير  ومعاناتنا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وأجور السكن، وحاجتنا الماسة للمساعدة، تقدمنا إلى مديرية التربية بدمشق بطلب الحصول على السلفة، بعد أن جهزنا الأوراق الثبوتية اللازمة، والتي كلفتنا حوالي 400 ليرة سورية، لكننا فوجئنا برفض طلباتنا؛ لأنه جرى إيقاف منح السلف بناء على قرارٍ من وزارة التربية، ونحن نتساءل: لماذا تراجعت الوزارة عن قرارها، علماً أنها سلفة ستقتطع من رواتبنا لاحقا؟، وإلى أين سنتوجه ونحن نعرف أن شعبنا السوري بات كله يعاني من الأزمة في معيشته، وليس لدى أحد القدرة على المساعدة؟، هل علينا أن نبقى في حالة عوز وحاجة؟  

إننا نطالب وزارة التربية بالعودة عن قرار إيقاف منح السلفة، وتقديم التسهيلات اللازمة لذلك، ريثما تنتهي الأزمة، وهي بذلك تقوم بواجبها اتجاه العاملين فيها، كما ونستغرب غياب دور نقابة المعلمين عن مثل هذه المطالب.

قاسيون بدورها تنشر الشكوى أعلاه، وتضم صوتها إلى صوت المعلمين والمدرسين المهجرين من المحافظات الأخرى، خاصة وأن المبالغ لن تشكل عبئاً كبيراً على الوزارة، كما أنها ستستعاد اقتطاعاً من أجور المذكورين.

معلمو التعليم المهني 

في الأرياف دون لباس..

في كل عام تقوم مديرية التعليم الفني في تربية دمشق بإعداد قوائم بأسماء المعلمين وتوزع لهم إيصالات من جزأين، الأول: لشراء حذاء، والثاني: لشراء لباس، وذلك من صالات تحددها هي، وتحدد الفترة الزمنية لاستلامها، فماذا حدث هذا العام؟.

في هذا العام وحسب ما صرح به العديد منهم لقاسيون، صدرت القوائم ولكن غابت عنها أسماء كثيرة، وخاصة ممن هم في الريف، ومن المعلمين المهجرين من المحافظات الأخرى، ممن حددوا أماكن عملهم في دمشق وريفها، كذلك العديد منهم وصلته الإيصالات متأخرة، وتحديداً ممن في الأرياف، كمعلمي التل وصحنايا وغيرها، ولم يستطيعوا الاستلام من صالتي باب توما، وصالة وسيم، والبعض منهم استلم جزءاً ولم يتمكن من استلام الثاني لعدم توفر المواد، والبعض استبدلها بمواد أخرى من الصالتين، والبعض اضطر لدفع زيادة وصلت إلى 900 ليرة على المبلغ المخصص لقيمة الحذاء.

ومن لم يستلم إيصالاته، أو استلم متأخرا ولم يستطع استجرار المواد بسبب انتهاء المدة المحددة، قاموا بمراجعة مديرية التعليم الفني مطالبين بإيصالاتهم وهي حقّ مشروع لهم، ومطالبين بتحديد فترة أخرى للاستلام، لكنهم لم يحصلوا على ردّ أو حتى وعد حتى الآن!.

قسم من هؤلاء توجهوا لقاسيون من أجل نشر شكواهم، والوقوف إلى جانب مطلبهم المحق والقانوني. 

قاسيون بدورها تنشر ذلك، متوجة إلى مديرية تربية دمشق وإلى مديرية التعليم الفني فيها، من أجل تشميل المستحقين جميعهم في القوائم وتسليمهم الإيصالات، ومنح فرصةً أخرى لهؤلاء لاستلام مخصصاتهم، خاصةً وأنها حقّ مصان بالقانون والتعليمات لهم، مع الأخذ بعين الاعتبار الحاجة لها في ظل ارتفاع الأسعار وانخفاض دخولهم أمامها.