رواتب المعلمين والبحث عن العمل البديل
لم يعد خافيّاً على أحد أن ثلث المواطنين لم تعد تكفيهم رواتبهم الشهريّة إلا أياماً قليلة، ليضطر بعدها للاقتراض والديون لتأمين تكاليف المعيشة التي ترتفع يوما بعد يوم، في ظل ثبات الرواتب والأجور دون أيّة زيادة، والارتفاع الجنونيّ للأسعار.
فئة المعلمين الذين وصفهم الشعراء بالرسل لرسالتهم النبيلة في الحياة، ومطالبة تبجيلهم لا تقل أوضاعهم المعيشيّة الصعبة عن باقي فئات الشعب، وتكاد تكفيّ رواتبهم الذي أعلى سقف فيها يصل لحدود أربعين ألف ليرة للأسبوع الأول من كل شهر، وانتقل العديد من المعلمين للعمل في مهنٍ أخرى، والبعض الآخر مازال يبحث عن مصدر دخل آخر، قد لا يليق بهم وبمهنتهم الجليلة التي لم يعد دخلها يكفيهم لتأمين الحد الأدنى من العيش الكريم.
السؤال هنا: كيف سيقدم هذا المعلم كل إمكاناته لطلابه، في الوقت الذي ينهيّ عمله الثاني والتعب نال منه ومن كل طاقته؟!.
باتت الكتابة عن المعاناة اليوميّة للمعلمين مثل أيّة طبقة عماليّة، نتيجة تراجع قوة مداخيلهم الشرائية، بعد تآكل الزيادات، نتيجة الارتفاعات الكبيرة التي طرأت على الأسعار خلال السنوات الأربع من عمر الأزمة، وإن كان المعلم حتى الأمس القريب يلعب دوراً مهماً في خلق وحماية الاستقرار السياسيّ والمجتمعيّ، فهم الآن لا يختلفون في شيء عن وضع جميع موظفيّ القطاع العام؛ وهذه الحقيقة لم يعد نفيها صحيحاً، لأن معاناة المعلم هي جزء من مشكلة جميع العاملين بأجر في القطاع العام الباحثين عن عيش لائق، فهل نعيد النظر باحترامنا للمعلم «الرسول» وخصوصيته التاريخيّة، أم نعيد النظر لعورات التخطيط الحكوميّ؟!.