بصراحة: عام جديد.. هل ينهض فيه الفقراء؟
عام جديد من عمر الأزمة الوطنية يضاف إلى ما سبقه من أعوام حملت إلى الشعب السوري كل ما في جعبتها من تدمير وقتل وتشريد وتهجير وخطف واعتقال مترافق ذلك مع بطالة واسعة وجوع أصبح مستوطناً في أجساد الأطفال والكبار الباحثين عن لقمة تسد الرمق عند منظمة خيرية «محلية أو أممية» لتتصدق بها عليهم ومأوى مثل خيمة داخل مدرسة أو حديقة تقيهم من صيفٍ حار أو برد قارس.
أربع سنوات من عمر الأزمة ولم يتغير من واقع الحال شيء إلاً باتجاه ما هو أسوأ بالنسبة للفقراء وأحلامهم بالعودة إلى مناطقهم التي عاشوا بها طويلاً تتبخر مع كل موقف يتخذ من الأطراف المتشددة تجاه حل الأزمة سياسياً رفضاً أو تسويفاً والنتيجة تكون مزيداً من التدمير لما تبقى من أرزاق البلاد والعباد. وهذا اصطلاح مجازي للتعبير عن حجم الكارثة التي أصابت الشعب السوري منذ بدء الأزمة التي عمقتها الكيفية التي أديرت بها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مما رفع نسب التكاليف والفاتورة التي دفعها ويدفعها الفقراء يومياً.
وبهذا السياق يتضح للجميع ومن خلال الحراك الذي تقوم به القوى المحلية والأجنبية من هي القوى الفعلية التي ستقطف ثمار الحرب والدمار والخراب تحت الشعار السياسي الطبقي إعادة «الإعمار» الذي يتحفنا به الناهبون المتشددون من كل أصقاع الأرض إذا ما تخلى الفقراء عن حلمهم في أن يكون لهم وطن لا مكان فيه لنهاب فاسد أو محتكر وهذا يتطلب من القوى الوطنية أينما كانت تحشيد القوى الشعبية لتشكل ميزان قوى يتمكن من فرض منطق الحل السياسي الذي يحقق مصلحة الشعب السوري في التغيير الجذري والشامل للبنى والسياسات التي أنتجت الأزمة وتسعى لإعادة إنتاجها عبر إعاقة الحل السياسي المطلوب والذي يسمح للقوى الوطنية أن تقوم بدورها الوظيفي في امتلاك زمام المبادرة للدفاع عن الحقوق والمصالح الاقتصادية-الاجتماعية والسياسية والديمقراطية للفقراء الذين همشوا ومنعوا من إمكانية تحقيق خياراتهم السياسية التي جرت مصادرتها بأشكال مختلفة وتحت ذرائع متعددة.
إن الفقراء سينهضون من كبوتهم وعندها سيكون الانتصار العظيم.