خروقات وتجاوزات في الانتخابات النقابية أينما حصلت..!
لم يرضخ تجمّع عمال شركة الرخام من قطاع نقابة البناء والأخشاب التابعة للمؤسسة العامة للجيولوجيا، للتوجيهات والتعليمات القاضيّة بعدم إجراء الانتخابات والاكتفاء بالترشح فقط، على أن تتولّى الجهات المعنية اختيار من تراه مناسباً لهذه (المرحلة العصيبة التي تمرّ فيها البلاد).. بحيث تبقى قائمة المرشحين مغلقة على العدد المطلوب الذي انتقته القيادة فقط. وبالتاليّ تفوز بالتزكية باعتبار لا وجود لمنافسين للقائمة العتيدة.
هذا ما حصل للأسف في أغلب الجهات العامة باستثناءات قليلة منها المؤسسة العامة للجيولوجيا. فماذا حصل فيها؟!.
انتخابات بالعافية
تجرّأ أحد العمال بالترشح من خارج القائمة، ولم يقبل بالانسحاب وأصرّ على إجراء الانتخابات بالرغم من المضايقات والتهديدات والوعود.. ما جعل اللجنة المكلفة بالانتخابات أن تضطر مكرهةً إلى إجراء العمليّة الانتخابيّة، وذلك بعد مماطلات عديدة. وقد تمكّن (97) عاملاً من الإدلاء بأصواتهم من أصل (512) عاملاً مسجلين في جداول الناخبين. وبالتاليّ فإن نسبة التصويت لم تصل إلى 20% من أعداد الناخبين. وحيث أن القانون الانتخابيّ الناظم لعملية الاقتراع لا ينص على تعليمات قانونيّة محددة بشأن نسبة عدد الأصوات التي يحق لها المشاركة في التصويت «جداول الناخبين» إلى عدد المصوتين الفعليين كي تكون الانتخابات محققة للنصاب المطلوب من عدد الأصوات المشاركة، وهنا نطرح سؤالاً قانونياً: هل الحالة التي جرت فيها الانتخابات في معمل الرخام قانونيّة، مع احتمال أن تكون هناك حالات مماثلة في مواقع أخرى ؟!.
آراء متعددة
ومن خلال استطلاعات الرأي التي أجرتها «قاسيون» مع عدد من العاملين في مواقع متعددة حول الانتخابات النقابية بشكلٍ عام أفادونا بما يلي:
محمد. ش / عامل في الريجي: من المحزن أن تجري الانتخابات بالطريقة التي جرت فيها. الحقيقة أنني كنت أتوقّع حصول تجاوزات وخروقات كالعادة.. لكنني لم أكن أتوقّع مطلقاً أن تكون قوائم المرشحين مغلقة بل مقفلة. سابقاً كان يُترك هامش طفيف للمستقلين.. أما في هذه الدورة! حسبي الله ونعم الوكيل.. «عوجة يا أخي عوووجة»!
سميعة . د / عاملة في مؤسسة المياه: بصراحة لم أفهم أبداً لماذا جرت الانتخابات طالما أن النتيجة معروفة. سابقاً كنّا نتندّر ونقول إن البلد الوحيد في العالم الذي تُعرف فيه نتائج الانتخابات النيابيّة قبل حصولها هو سورية. ولكن أن تنسحب هذه المقولة على كل العمليات الانتخابيّة.. فهذه كارثة حقيقية!
خالد . ب / عامل لدى معمل الغزل: ما يثير استغرابي في كل دورة انتخابية نقابية هو القوائم الجبهوية! يا أخي آمنّا وصدّقنا أن حزب البعث له الحصة الكبرى من أسماء المرشحين، طيب هل يعقل أن يخصص للحياديين والذين يشكّلون الشريحة الأكبر في المجتمع، أقلّ التمثيل العددي في القائمة؟! لا، والأنكى من ذلك في هذه الدورة فقد أُدرِجت أسماء الحياديين في قائمة الجبهة وكأنهم حزب منضوي في الجبهة! «بحياة ربّك، ممكن تعربْلي ياها»؟!
وأخرى متشائمة
عبد القادر . ج / عامل لدى مؤسسة الإسكان العسكرية: نحن لا علاقة لنا بالانتخابات النقابيّة بالرغم من أن المؤسسة تضمّ عدداً كبيراً من العمال، وتعتبر من أهم التجمعات العماليّة في المحافظة. وقد طالبنا مراراً السماح لنا بتشكيل نقابات كوننا عاملين ونخضع لأحكام القانون الأساسيّ للعاملين في الدولة، ولكن لا حياة لمن تنادي. ربما يعتبروننا (عساكر)) وبالتاليّ لا نقابات ولا من يحزنون..
سهام . ر / عاملة في المرفأ: انشالله ما جرى تسمونه انتخابات؟ وهل هناك شخص واحد يصدّق بأن ما جرى اسمه انتخابات؟ برأيي كان من الممكن تأجيلها لحين الانتهاء من الأزمة والبدء بالحل السياسيّ.. أصلاً من نجح في هذه الانتخابات ربما يكون أسوأ من سلفه؛ لأن معظم القيادات النقابية في هذه الدورة قد تم تعيينها، ولا علاقة للعمال بوصول أولئك القادة النقابيين إلى مواقعهم.. فعلاً هَزُلَت، الله يعين هالبلد.
أما وقد شارفت الانتخابات النقابية على نهايتها، ووصلت قيادات نقابية بالتزكية إلى مواقعها بما يخالف القانون /84/ لعام 1968 المتعلق بالتنظيم النقابيّ، والذي يؤكد على ضرورة إجراء الانتخابات، واعتماد مبدأ السرية في الاقتراع إعمالاً لمبدأ الديمقراطية، ويرفض رفضاً قاطعاً مبدأ التعيين.