أنصفوا مستخدمي مشفى السويداء!
يعمل في المشفى الوطني بالسويداء حواليّ 200 عامل وعاملة بصفة مستخدم منهم 90 عاملاً مثبتاً، أمّا باقي العمّال فيعملون وفق عقود سنوية تجدد تلقائياً كل سنة على نفقة العامل، وهناك 54 عاملة وعاملة نظافة تتضمن عقودهم السنوية شرطاً ملزماً بعدم جواز نقلهم خارج ملاك المشفى تحت أيّ ظرف.
يتضمن عمل المستخدم داخل المشفى نقل المرضى بين الأقسام للصور الشعاعية أو التحاليل أو العمليات وغيرها، والمستخدمون موزعون على مناوبات ضمن جداول لـ64 عاملاً مستخدماً، إذ يتواجد في كل مناوبة 16 مستخدما من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثامنة صباحاً في اليوم التاليّ، وأثناء هذه المناوبات يقوم المستخدمون إضافة لمهامهم الأساسية بتنظيف المراحيض وشطف القسم المناوب فيه، وتوزيع وجبات الطعام على المرضى النزلاء، وجليّ الأطباق والصحون، وذلك لعدم كفاية عدد عمّال النظافة الموجودين في المناوبة الليلة، كون أغلبيتهم مفروزين للفترة الصباحية.
انتقال الأمراض
وبسبب الضغط في المشفى وازدياد حالات الطوارئ بفعل الأزمة الوطنية وتداعياتها الأمنية، يقوم المستخدمون المناوبون بنقل الجثث والأشلاء التي تصل إلى المشفى، دون ارتداء لباس صحيّ كامل يقيّ من انتقال الأمراض إلى المستخدم وكل من على تماس معه من أهله وزملائه.
وقد توجه المستخدمون لصحيفة «قاسيون» لنقل معاناتهم اليومية والمستمرة منذ ثلاث سنوات على الأقل، وبعد أن تعذر إيجاد الحلول المجدية بسبب «تعنت وتسلّط المدير الإداري بدوافع شخصية كيدية» وذلك وفق ما نقل لنا العمال المستخدمون خلال لقائهم مع مراسل «قاسيون»، حيث أكّد العمّال أن المدير الإداريّ يشرف على مراقبة عملهم من خلال كاميرات موضوعة في مكتبه، وهو يتعامل معهم بكيدية كونهم قدّموا قبل ثلاث سنوات شكوى بحقه أفضت إلى إقالته في حينها، ليعود بعدها إلى منصبه كمدير إداريّ، رغم تأكيدهم وجود كتاب من الرقابة والتفتيش بحقه.
ابتزاز المستخدمين
وقد صرّح بعض المستخدمين أن المدير الإداري قام بتكليف رئيس المستخدمين بشكل غير رسميّ لتنظيم جداول عمل المستخدمين والإشراف عليهم، رغم أن المذكور تمت إقالته سابقاً من رئاسة المستخدمين بسبب شكاوى تتضمن ابتزاز المستخدمين مادياً، وتلبية خدمات شخصية للمدير الإداري ذاته.
وأوضح أحد المستخدمين: أن «جداول المناوبات لا تتضمن عدداً كافاً من عمّال النظافة لذلك نضطر نحن للقيام بأعمال تنظيف المراحيض، وعندما تنادي مكبرات الصوت لاستلام وجبة إطعام المرضى، بعضهم يرفض استلام وجبته لأنه رآني منذ لحظات وأنا أنظف المرحاض، علماً أن توزيع وجبات الطعام هو من مسؤوليات الممرضين وعمّال المطبخ».
صرف القسائم
تضاف إلى معاناة هؤلاء العمّال ما يقاسونه في أيّام العطل والأعياد، إذ ترتفع تكاليف النقل لتصبح ضاغطة بشكل غير معقول على الراتب، طبعاً هذا بسبب عدم وجود آليات النقل الجماعيّ أيضاً صرف قسائم اللباس الصيفيّ والشتويّ تتأخر بشكل دائم، وقيمة تلك القسائم لم تعدّل حتى الان رغم الارتفاعات الجنونية في الأسعار ولكل السلع.
جدير بالذكر أن العمال المستخدمين قد توجهوا شكاوى عدّة لإدارة المشفى واللجنة النقابيّة، ولم يتم معالجة أوضاعهم السيئة الناجمة عن مختلف العوامل التي تم ذكرها سابقاً، الأمر الذي ضاعف كميات العمل الملقاة على عاتقهم دون منح هؤلاء المستخدمين تعويضاً أو مكافآت عن العمل الزائد.
«قاسيون» تضم صوتها لمطالب العمّال في المشفى الوطنيّ بالسويداء، وتطالب الجهات المعنية في إدارة المشفى واللجنة النقابية بالتحرك لإيجاد الحلول السريعة لهذه المعاناة اليومية، والتي تثقل كاهل العامل بأعباء إضافية كبيرة.