دورُ المرأة العاملة في الانتخابات المقبلة
رندى جمعة رندى جمعة

دورُ المرأة العاملة في الانتخابات المقبلة

بدايةً لابد من طرح السؤال التالي: هل مشاركة المرأة العاملة في العمل النقابي سواءً بالانتخابات أو التعيين من «فوق» مجرد تحصيل حاصل؟!.

لا يمكن الإجابة على السؤال الآنف ذكره دون دخولها المعركة الانتخابية بكل قوة ممكنة، إذا وضعنا بعين الاعتبار أن الآلاف من العاملات اللواتي يجري تهميشهن، ولعلَّ كبرى الجبهات التي خسرتها المرأة العاملة والنقابية؛ هي جبهة المشاركة في العمل النقابيّ كقائدة نقابية قولاً وعملاً، و تغييب المرأة عنها إلا قليلاً، ومحاولة الاستفراد بها من الرجال، وهذا واضح من مشاركتها عددياً في المكاتب التنفيذية في المحافظات كافة.

إن العديد من المؤشرات تؤكد على تراجع نسبة المشاركة النسائية البسيطة التي كانت موجودة، وإن كانت مجرد إشراك تجميلي، بفعل جمود العمل النقابي نسائياً، وتوظيفه لمصالح شخصية أو كتل جبهوية، وسعيّ بعض الأطراف لإقصاء المرأة عن هذا العمل الحيوي الذي يعبر عن المطالب العادلة للعاملات والعاملين على حد سواء، فالتشكيل الحاليّ للنقابات العمالية عبارة عن توليفة من الكتل النقابية للأحزاب كافة، وهذا يعكس وضعية المرأة في الأحزاب نفسها؛ والتي تعاني أيضاً من التهميش، أليس غريباً أن يتساءل نقابيّ: أين الجدوى من انخراط النساء في النقابات بشكلها الحالي؟!.

 ولكن كما في الغالب الجميع يفضلون التنصل من مسؤولياتهم، وإلقاء اللوم عادة على المؤسسات والمنظمات النسائية مثل الاتحاد النسائي العام، ورابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة، والنساء السوريات، التي عملت وما زالت تعمل مع النساء على أساس «المفترض» من أجل إشراكهنَّ في مجالات الحياة كافة، إلا أن هذه الجهود تصطدم بتحديات كبيرة مما يتطلب تضافر جهود المهتمين بشؤون المرأة كافة، بما فيها النقابات والأحزاب.

إن الانتخابات القادمة في القريب العاجل يجب أن تستهدف المرأة العاملة والمهنية وتستقطبها على أساس برنامجيّ، ودفعها للترشح لعضوية الهيئات القيادية بمستوياتها المختلفة دون تدخل من أيّة جهات كانت، مع إعطاء فرص متساوية للانخراط في العمل النقابيّ، والمشاركة في الهيئات المقررة على صعيد إقرار السياسات وآلية رسم القرار، وذلك بعد أن أصبحت الحاجة ماسة إلى تفعيل مشاركة المرأة في العمل النقابيّ، وخاصة بعد ارتفاع وتيرة الاستغلال الذي تتعرض له الطبقة العاملة بشكل عام. أما فيما يتعلق بالمرأة فالحاجة مضاعفة؛ فمن جانب يجب أن يتم العمل على توعية وتدريب المرأة بأهمية وضرورة مشاركتها في الحياة النقابية لضمان حقوقها، والدفاع عنها والعمل على تطويرها أيضاً، ومن جانب آخر تبرز الحاجة إلى المزيد من الإصرار وخوض النضال من خلال تمكين النساء العاملات بمهارات القيادة والتفاوض والإضراب عن العمل من أجل تحقيق هذه المشاركة وتفعيلها لا أن تستلم أسهل المهمات وهي الجلوس في المكاتب بعيداً عن طبقتها العاملة!!.