من الأرشيف العمالي : لماذا لا تنفذ مطالبنا؟
الوطن في خطر في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والحفاظ على حريته وكرامته مهمة نبيلة من الدرجة الأولى، وعمال دمشق مصممون على خوض معركة الكرامة الوطنية بكل ما يملكون من قوة، فالعدو الخارجي معروف لنا ومعروف إمكاناته وأساليبه وأسلحته، ولكن الأخطر منه العدو القابع في الداخل، والذي يمثل توجهاته السياسية والاقتصادية ممثلاً بقوى النهب والفساد المتمركز في بعض المواقع، وهؤلاء يمثلون مراكز الاختراق الرئيسية للعدو الخارجي.
أجل أيها الرفاق فالمهمة اليوم أن نتحد جميعاً بجبهة شعبية عريضة لمحاربة هذه القوى التي تنهب الدولة والشعب معاً، وبعدها نستطيع أن نحدد معالم الطريق الذي يجب أن نسير عليه وفق الأولويات التي تتطلبها المرحلة، وهذا يتطلب منا أن نحدد الدور الجديد للدولة، فالدولة يجب أن لا تكون فوق المجتمع، بل يجب أن تمثل مصالح المجتمع، وأن تلعب دوراً تنموياً وليس أمنياً فقط، تستطيع من خلاله مواجهة الأخطار الداخلية التي تؤثر على الأمن الاجتماعي من خلال برنامج زمني محدد لمعالجة القضايا الملحة التي تعاني منها، ومن أهمها:
رفع الحد الأدنى للأجور ومعالجة مشكلة البطالة والتعليم والصحة والسكن..الخ، من القضايا التي تهم الوطن والمواطن.
رفاقنا الأعزاء: كل مطالبنا تعرفونها وتدركون أهميتها في المرحلة الحالية وهي مدونة أمامكم منذ سنوات، وكل عام يزاد عليها مطالب جديدة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تنفذ مطالبنا؟
البعض يقول: بأن العمال يجحفون السلطة التنفيذية حقها، فقد زادت الأجور100% وصدرت مراسيم وقوانين عديدة تعود بالنفع على الطبقة العاملة، ولكن الطبقة العاملة لا تعي الظروف التي تعيشها فهي لا ترى إلا السلبيات.
دعوني أيها الرفاق أتكلم بصراحة ومسؤولية. نعم زادت الأجور 100% ولكن الأسعار نتيجة فقدان الرقابة المنظمة زادت 1000% وزادت نسبة النهب المنظم أكثر من 30% من دخلنا الوطني. نعم حصلت ثورة بالقوانين والتشريعات، ولكن ألستم معي بأن هناك ثورة مضادة في التعليمات التنفيذية أفرغت هذه المراسيم من محتواها. «من مداخلة الرفيق سهيل قوطرش أمام مؤتمر عمال دمشق.
قاسيون العدد 245 نيسان 2005