عمّال «الجمعات»
اعتماد يوم عطلة في الأسبوع للعاملين بأجر، لم يأت بالهيّن، بل جاء ثمرة نضال طويل خاضته الطبقة العاملة على امتداد العالم إضراباً واعتصاماً، ودفعت ثمنه دماءً وصبراً وعرقاً وتعسفاً بحقوقها الأساسية، وصل حدّ الطرد والتشريد..
كما أن هذه العطلة ليست ترفاً، بل هي ضرورة واقعية لتجديد الطاقة والقوة من أجل الاستمرار في العمل المنتج للخيرات والثروات، فمن دون راحة دورية لا إمكانية لدى الجسد والعقل والروح لمتابعة النشاط والإبداع..
كذلك فإن يوم العطلة هو ضرورة اجتماعية قصوى للتواصل مع العائلة والأصحاب والمجتمع، والالتفات إلى شؤون البيت ومتطلباته المادية والمعنوية، الطارئة والدائمة، والاهتمام بقضايا ذاتية..
لذلك كله، فإن سلب الطبقة العاملة هذا الحق، مؤقتاً أو دائماً، مهما كان السبب، هو اعتداء على حقوقها ومصالحها، بل وحتى على وجودها وبقائها.
الطبقة العاملة وُجدت للعمل والإنتاج حصراً، هذه هي مهمتها التاريخية، وأية مهام طارئة قد تُسنَد إليها، وخصوصاً في أيام راحتها، هي تبديد لوقتها وجهدها وطاقتها وللثروة الوطنية..