لمصلحة من تسريح العمال في مخبز ديرحافر
سالم دهش سالم دهش

لمصلحة من تسريح العمال في مخبز ديرحافر

كثرت في الآونة الأخيرة المخالفات المرتكبة من أرباب العمل بحق عمالهم إن كان لجهة الحرمان من الحقوق والمكتسبات العمالية التي ضمنها القانون لهؤلاء العمال أو لجهة التسريح التعسفي، والحرمان من فرصة العمل التي تشكل مصدر رزق هؤلاء العمال وأسرهم، وكل ذلك تحت حجج واهية لا تبتعد كثيراً عن عباءة الظروف الحالية وتأثيرها على العمل.

 لقد قامت إدارة مخبز ديرحافر بتسريح 47 عاملاً مضى على كدهم في العمل لدى المخبز ما بين الخمس والعشر سنوات  دون أي مقدمات أو تعويض للعمال، والسؤال هو: تحت أي حجة يجري البدء بتسريحهم في ظل الأزمة الصعبة التي تمر بها البلاد، وخاصة من الناحية الاقتصادية؟ وهل تريد إدارة المخبز من عملها هذا بزج مدينة ديرحافر شبه الهادئة في الأزمة التي تعصف بالبلاد؟!.

إن الإدارة اتجهت لهذا السلوك بينما تعمل كل القوى الخيرة في سورية إيجاد أقل الطرق خسارة من أجل الخروج الآمن من الأزمة، من خلال القطع مع كل السياسات الاقتصادية الليبرالية السابقة التي أوصلت البلاد لهذه الازمة الخطيرة التي تهدد وحدة البلاد والعباد.

إنني أتوجه للحركة النقابية وأقول لها: كفاك خجلاً من مواجهة الإدارات البيروقراطية التي تمارس عقلية رب العمل الرأسمالي العفن في معالجة قضايا عمالهم، وتوجيه الدائرة المختصة لديها للقيام بجولة تفتيشية مفاجئة مشتركة مع مندوبي التأمينات والنقابة لضبط هذه المخالفات والعمل على معالجتها بما يضمن الحفاظ على حقوق العمال وأجورهم ومكتسباتهم.

إن تثبيت هؤلاء العمال وإعطاءهم كل حقوقهم المشروعة سيسهم حتماً ولو بلبنة صغيرة في بناء المخرج الآمن للخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها البلاد، فلم يعد مقبولا استخدام طريقة التسريح التعسفي بحق العمال، مما يتطلب الإسراع بتعديل القانون 17 وخاصة المواد التي تسمح لأرباب العمل سواء في القطاع العام للعمال «المؤقتين والموسميين» أو في القطاع الخاص بالتسريح متى يشاؤون.