من الأرشيف العمالي : الطبقة العاملة تتصدى
تتفاقم الأزمة الناجمة عن ارتفاع الأسعار وتدني الأجور, ويشتد ثقلها على أصحاب الدخل المحدود والكادحين وخصوصاً الطبقة العاملة, كمايزداد تفاقم أزمة السكن والمواصلات
إن هذه الأزمات تبرز وتفرض نفسها في الظروف المعقدة الراهنة التي تجتازها سورية, وتتأكد الطبقة العاملة بتجربتها أن لاسبيل إلى تحسين ظروف معيشتها و وضع حد لتفاقم هذذه الأزمات إلا بالنضال الدائب المستمر ضد الظواهر السلبية التي تخلقها وتستغلها الفئات الطفيلية من كبار التجار والمحتكرين والسماسرة والمضاربين والمرتشين لضرب القطاع العام والقضاء على المكتسبات التقدمية الأخرى, وهكذا وجدت الطبقة العاملة وحركتها النقابية ضرورة تحركها وتصديها لهذه الظواهر السلبية, فرفع رؤساء الاتحادات القابية المهنية واتحاد عمال دمشق مذكرات إلى المسؤولين في حزب البعث وفي الدولة عبروا من خلالها عن استياء العمال ومخاوفهم من استمرار تفاقم الأزمة وتدهور أوضاعهم المعاشية, وأشاروا إلى المطالب الأساسية الهادفة إلى تحسين أوضاع العمال المعاشية وتحسين الإنتاج وحماية القطاع العام والمنشآت الصناعية, وربط الأجر بالإنتاج وتطبيق مبدأ المحاسبة ووضع حد للمسيئين والمخربين, ونمو الدخول الطفيلية والإثراء غير المشروع على حساب القطاع العام والجماهير الشعبية الكادحة, كما عقدت عدة اجتماعات في مكاتب النقابات رفعت في نهايتها مذكرات إلى الجهات المسؤولة وانطلقت من الاتجاه نفسه والمحتوى نفسه وأهمها مذكرة نقابة عمال المصارف والتجارة والتأمين. وجرت لقاءات بين التنظيم النقابي ورئيس مجلس الوزراء حضرها بعض الوزراء وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام للنقابات, كما جرى لقاء بين التنظيم النقابي في دمشق مع مسؤولي الاتحاد العام لنقابات العمال, وجرى في هذه اللقاءات التأكيد على ما يلي:
ضرورة تحسين الأجور وضبط الأسعار.
ربط الأجر بالإنتاج واعتماد نظام للحوافز المادية.
تشديد الرقابة وتطبيق مبدأ المحاسبة.
تشغيل المصانع بكامل طاقتها.
إن الطبقة العاملة وحركتها النقابية تعبر عن مطامح كل الجماهير الشعبية الكادحة والفقيرة في تصديها للغلاء والتخريب والفساد, ومن أجل تحسين الظروف المعاشية والسكنية والصحية وتأمين حياة أفضل للطبقة العاملة وجماهير الفلاحين الفقراء والكادحين وأصحاب الدخل المحدود.
قاسيون العدد 54 حزيران 1977