الرقابة العمالية في مصر واليونان.. تجربة رائدة
محسن صالح محسن صالح

الرقابة العمالية في مصر واليونان.. تجربة رائدة

يوم 12 شباط، بدأ الإنتاج في مصنع Vio.Me، في منطقة ثيسالونيكي اليونانية، تحت رقابة العمال، وتمثل هذه الخطوة أول ظهور للتسيير الذاتي العمالي في ظل الأزمة التي تشهدها اليونان


يقرر العمال بأنفسهم في كل ما يخص الخطط والساعات، فلا يوجد رب عمل ومساء الاثنين، نظمت مسيرة وسط المدينة انتهت بحفلة موسيقية ضخمة ومفيدة، وعاد العمال بمسيرة مجددا نحو المصنع حيث بدؤوا ينتجون بأنفسهم.

لقد اصطدم العمال رغم ذلك، بمشاكل عدة، فالحصول على القروض أمر صعب، وأكيد أن مصنعاً وحيداً تحت التسيير الذاتي العمالي في اقتصاد سوق كلي، سينتهي به المطاف للعمل على نحو رأسمالي، وسيرغم العمال على منافسة المقاولات الرأسمالية المصنعة لنفس المنتوج، الشيء الذي سيضطرهم لخفض الأجور من أجل الاستمرار، إن الانتاج العمالي سيتمكن من الفوز فقط ، إذا كان جزءا من اقتصاد كلي مخطط شامل تحت رقابة ديمقراطية .

الثورة هي التي ستمنح العمال رقابة كلية على القرارات الاقتصادية، إن احتلال العمال لمصنعهم هذا، يعطي فكرة عما يستطيع العمال القيام به، كما أنه يسفه الفكرة القائلة أن الإنتاج بدون أرباب العمل مستحيل، إنه ليس مستحيلا. نقدم لكم أدناه رسالة تضامن مهمة من العمال المصريين الذين احتلوا هم أيضا أماكن عملهم :

رسالة تضامن من عمال مصنع قوطة للصلب بمصر إلى عمال مصنع Vio.Me للصناعات المعدنية باليونان.

لقد تابعنا نحن عمال مصنع قوطة للصلب بمدينة العاشر من رمضان في جمهورية مصر العربية ما يحدث في مصنع Vio.Me للمعادن في مدينة ثيسالونيكي اليونانية، وهروب صاحب المصنع، وما تبعه من قرار الجمعية العمومية للعمال بالتسيير الذاتي للمصنع، وتشكيل ما يسمى بـ(تعاونية إنتاجية) تحت إدارة العمال، وما أعقب ذلك من إعادة تشغيل للمصنع في 12 شباط 2013.

إننا نحن عمال قوطة للصلب نضع خلاصة تجربتنا ونضالنا بين أيديكم، والذي بدأ منذ حوالي سنة ونصف قادت خلالها النقابة المستقلة والممثلة لمصالح العمال معارك بدأت بمكتب النائب العام، ووزارة القوى العاملة حتى تكلل أخيرا بقرار النائب العام التاريخي في أغسطس الماضي بالتسيير الذاتي للمصنع، وتفويض المهندس (محسن صالح) بإدارة المصنع بعد هروب صاحب المصنع، والذي لم يقم بصرف مرتبات العمال منذ مارس الماضي، لم تخل التجربة بعدها من معوقات ومصاعب بدأت بمفاوضات شاقة مع شركتي الغاز والكهرباء من أجل جدولة الديون البالغة 2،6 مليون دولار لشركة الغاز و0.9 مليون دولار للكهرباء، ضرب بعدها العمال المثل في التضحية ونكران الذات، وذلك بخصم نصف مرتباتهم ليذهب لشراء المواد الأولية (البليت)، إننا الآن نتخذ الخطوات الملموسة لبدء عملية الإنتاج بعد توصيل الغاز والكهرباء.

 إن عمال مصنع قوطة للصلب يقفون الآن على قلب رجل واحد من أجل النهوض بالمصنع وإكمال التجربة حتى نهايتها، ونحن الآن وعلى بعد الآلاف الكيلومترات من اليونان، فإننا نبعث بأقوى عبارات التضامن والدعم لعمال مصنع Vio.Me ولتجربتهم الوليدة في الإدارة الذاتية، ونعلن أيضا عن رفضنا المطلق لسياسات التقشف، والتي تطال في المقام الأول الطبقة العاملة سواء أكانت في اليونان أم هنا في مصر.

إننا ندعو عمال مصنع Vio.Me لتبادل الخبرات النضالية والاستفادة من كلتا التجربتين في الإدارة الذاتية للمصنعين، فملايين العمال الآن ينظرون إلينا كواقع ملموس، وحلم ينتظرونه. عاش كفاح الطبقة العاملة .. عاش كفاح عمال مصنع قوطة و Vio.Me