الرميلان... وعدالة تعديل الوضع المُسوِّفة..  شهاداتهم ومؤهلاتهم العلمية والعملية  لم تنصفهم.. فمن ينصفهم؟!
مسهوج خضر مسهوج خضر

الرميلان... وعدالة تعديل الوضع المُسوِّفة.. شهاداتهم ومؤهلاتهم العلمية والعملية لم تنصفهم.. فمن ينصفهم؟!

 في مقدمة قصة مدينتين لتشارلز دكنز يشير إلى أنه في العام 1775 أسقط وليس سقط برميل نبيذ لحانوتي في حارة سان أنطوان، أفقر نواحي باريس، فاندفع الفقراء المتواجدون رجالاً ونساءً، وعلى ركبهم، متدافعين ضد بعضهم، كل يحاول الحصول على حفنة من النبيذ الأحمر غير مدفوع الثمن، ولكن يبدو أن الرجل الطويل كاسباري وصل متأخراً، ولم يلحس لسانه النبيذ، أو إنه لم يفعل ذلك عمداً، ولكن بدل كفيه استخدم إصبعه ممرراً إياه بين الطينة الحمراء المجبولة بالنبيذ!.. وكتب على الحائط المقابل للموقعة (موقعة برميل النبيذ)، وليس موقعة الجمل..؟! BLOOD (الدم).. مشيراً بذلك إلى مآل المملكة الفرنسية نتيجة البؤس الأسود السائد في البلاد.

 

بعد ذلك بـنحو /14/ عاماً، أي في العام 1789 تفجرت الثورة الفرنسية الأولى، ولكن هذه المرة الأستاذ (بلوود) روى أغلبية شوارع، وأزقة، وأرصفة باريس، ولكن (بنبيذ) آخر حقيقي بطعم مالحٍ، وبأسعار باهظة جداً، ولكن ثورتها لم تغير في جوهر صفحات تاريخ فرنسا فقط، بل وأثر على تاريخ البشرية برمتها.

الموضوع أنه بين 12/1/1996 و12/10/2011، قد دارت الكرة الأرضية حول الشمس /14/ دورة ودورة يا للمفارقة! بتاريخ 12/1/1996 أصدر المدير العام للشركة السورية للنفط د. محمد خضور قراراً برقم /1742/ وبناء على جملة من أحكام (القوانين والمراسيم التشريعية) وعلى كتاب مديرية حقول الحسكة ذي الرقم 7110/16/ص.ي بتكليف السادة الحاملين لشهادة الدراسة الثانوية العلمية والفنية، بعمل حفار متمرن نظراً لنجاحه بالاختبارات النهائية النظرية والعملية لدورة تكنولوجيا الحفر والإنتاج المقامة لهم في مركز التدريب المهني بالرميلان ولمدة عشرة أشهر من 4/11/1995 وحتى 31/8/1996 لكن.. ولكنه.. ولكنهم..؟! وبعد مرور /14/ عاماً على هذا القرار، وهم قائمون على رأس عملهم حسب قرار المدير العام، والمستند على أحكام القوانين والمراسيم التشريعية، والتي على أساسها يجيز أيضاً تعديل أوضاعهم، وبعد أن جبّل (البلوود) السوري المزيد من شوارع وأزقة المدن والبلدات السورية بطعمه ورائحته ولونه، لا يزال هؤلاء الناس وغيرهم الكثيرون يجري بحقهم الغبن بتعديل أوضاعهم وإنصافهم وبروح القوانين والتشريعات، بحجج ما أنزل الله بها من سلطان.

علماً أن عدم تعديل أوضاعهم حسب شهاداتهم، ومؤهلاتهم العملية الجديدة يتم حرمانهم من فئاتهم التي يستحقونها أيضاً، وكذلك حرمانهم من علاوات السكن، مما يؤثر سلباً ليس على معاشاتهم فقط، وإنما إلى تأجيل حصولهم على السكن الوظيفي الذي هو من حقهم حسب القوانين والقرارات، والتشريعات بحجة أن ليس لديهم وثائق؟! وهذا يعني ليس فقط عدم الاعتراف بالشهادة الموثقة من وزارة التربية، بل وحتى الشهادات التي هم بذاتهم وقعوها وختموها بخواتم المديرية ذاتها، فإلى متى... فمنذ 12/1/1995 وحتى الأن قد أدار المديرية كل من د. عبد الله عبد الرحمن، د.عنان إبراهيم، م. نصر الله إلياس، ود.م. نبي محمود فهل الحقوق أيضاً بحاجة إلى مرور 14 مديراً على المديرية لكي تستقيم الأمور ويحصل كل ذي حق على حقه ؟!. 

أليس الآن؟ الآن بالذات وقت التسرع، وليس السرعة فقط لتلبية مطالب العمال والناس الفقراء المحقة، ولسد المنافذ على كل متربص على المواطن والوطن، وكذلك لكسر وتحطيم المؤامرات الإمبريالية وأعوانها ونقاط ارتكازها من كل شاكلة ولون على سورية وطناً واحداً موحداً في نموذجها الجديد المقاوم، وبدورها الإقليمي المفتاحي بانتشال الإقليم من تابع إلى سيد على ذاته ومؤثر وفاعل بشكل إيجابي في محيطه... أم مازال الوضع بحاجة إلى المزيد من الـ BLOOD ونحن لا نتمنى ذلك.

أيتها القوى الوطنية الحقيقية.. أيها العمال المنتجون بسواعدكم وأدمغتكم، وأينما كانت مواقعكم وصفاتكم.. اتحدوا لتحقيق حقوقكم ولتوفير (النبيذ) الذي يسري في عروقكم.

قاسيون من جانبها تضم صوتها لصوت العمال مطالبة بتحقيق مطالبهم المشروعة حسب الأنظمة والقوانين لأن فترة 14 سنة من العمل الجاد والمكافح كافية لأن يأخذ العمال حقوقهم.