اطلقوا سراح العمال المخطوفين بالسويداء!

اطلقوا سراح العمال المخطوفين بالسويداء!

ليس من باب المصادفة أن تتحمل الطبقة العاملة تداعيات الأزمة، وهي التي بنت الوطن بسواعدها وعلى أكتافها، وأن تلقى المصير ذاته الذي أصاب السوريين الفقراء من تسريح عمال القطاع الخاص وتدمير المنشآت ومعامل القطاع العام

وسقوط أعداد كبيرة من العمل شهداء وجرحى ومخطوفين خاصة عمال الآبار التابعة لمؤسسة المياه في السويداء المفرزين كحراس لآبار المياه في قرية الثعلة بالسويداء، والتي يقدر عددها باثنتي عشرة بئراً، مهمة هؤلاء الحراس مراقبة وحراسة هذه الآبار وضمان عدم تلوث مياها ومنع الاعتداء والتخريب عليها ومنذ شهور تم خطف مجموعة من الحراس في هذه القرية لمفاوضة أهاليهم لدفع الفدية الباهظة من مجموعة مسلحة، تنتمي لما يسمى تنظيم جبهة النصرة، علماً أن الحرس لم يكونوا مسلحين أو منتمين إلى أحد الأطراف المتقاتلة ضد الطرف الآخر.

هؤلاء العمال المخطوفون جراء العنف الذي دمر البلاد والعباد لمصلحة من يود إفراغ وتصدير أزماته الاقتصادية عبر تجريب وبيع أسلحة المجمع العسكري لديه من خلال أدواته على الأرض السورية التي تنسق فيما بينها في تناغم ممنهج، يمثله متشددو نظام الفرص الضائعة ومعارضة اللاحل، فقد أثبتت تجربة السنتين الماضيتين أنهم شركاء في تقاسم الخراب ودماء الفقراء، تصدر الأوامر والتعليمات لهم من معلم واحد، يعيش على لعق دماء الشعوب المضطهدة واستغلال كدحها في سبيل ثرائه وبقائه المزعوم المتناحر مع الطبيعة.

إن العمال برواتبهم الهزيلة التي لا تخرج الزير من البير، ولا تفي بضرورات المعيشة هم كغيرهم من فقراء السوريين، يدفعون فواتير الدم وغلاء المعيشة غير المسبوقة الذي افتعله تجار وحرامية الأزمة قناصة نظام الفرص الضائعة ونصفه التوءم في معارضة اللاحل والتوتير، إن العمال المخطوفين ينتظرون من يطلق سراحهم وإعادتهم إلى عائلاتهم وينهي معاناتهم وسحب قضية الخطف من بازار وتجارة المنتفعين من وجهاء أو شخصيات مرتبطة بالخاطفين تستلم حصتها من المبالغ المدفوعة لإطلاق المخطوفين وتسمسر وبمصير الوطن والشعب في سبيل ملء جيوبها وأرصدتها المالية على حساب دماء ولحم الفقراء. هؤلاء العمال المخطوفون على أيدي الجماعات الإرهابية ليس لهم ذنب سوى أنهم فقراء مهمشون وبالتالي هم وقود الصراع الدائر وحطب الحرب العبثية لملوك وأمراء الفساد في النظام والمعارضة.

أهالي المخطوفين في مطالبتهم الأجهزة الأمنية والجهات المعنية للتحرك بكل جدية ومسؤولية وطنية لإطلاق سراح العمال المخطوفين، وإعادتهم إلى عائلاتهم ويطالبون وزارة المصالحة الوطنية القيام بالدور المناط بها لتحرير العمال المخطوفين في السويداء في ظل تقصير أمني من جهاز الدولة في السويداء الذي يتمتع بالوقت والإمكانيات اللازمة مقارنة مع الأجهزة الأمنية في المحافظات السورية الساخنة، ويرى في ذلك حفاظاً على كرامة الوطن والمواطن التي هي فوق كل اعتبار.