وجود المواد الكيميائية لم يشفع لهم: عمال خميرة حلب غير مشمولين بطبيعة العمل
رغم كل التوسلات والمطالبات مازال عمال خميرة حلب يتعرضون لظلم لا يستحقونه جراء العمل الذي يقومون به والذي يعرضهم لاستنشاق روائح أثبتت التحاليل سميتها بفعل تفاعل المواد الكيميائية الداخلة في صناعة هذه المادة، مما جعل العمال يعملون رغماً عنهم في أجواء أخطار دائمة ومحدقة بهم لكن المستغرب إنهم على الرغم من ذلك غير مشمولين بطبيعة العمل، وطبيعة مخاطر العمل التي هي من صلب حقوقهم حسب القوانين والأنظمة، ولم تكتفي الإدارة المسؤولة عنهم عند هذا الحد بل تعرضوا لإجحاف آخر بقرار من المؤسسة العامة للسكر حول صرف الإجازات السنوية المستحقة للعاملين مرة تكون بصرف الإجازات ومرة بعدد محدود من العاملين
والمفارقة الأخرى عندما قررت هذه الإدارة منح هذا المكتسب لـ/50/ عاملاً فقط من مجموع العمال الذي يقارب عددهم /174/ عاملاً، علماً أن المعمل ينتج مادة الخميرة بشكل دائم ويعتبر الأساس في إنتاج رغيف الخبز يوميا وبورديات ليلية ونهارية تعمل على مدار/24/ساعة دون توقف إلا في حالة وجود أعطال خارجة عن إرادة العمال، وحتى في أيام العطل والأعياد يظل المعمل ينتج كامل طاقته الإنتاجية،.
إن العمال على دراية تامة أن من أهم أسباب توقف الإدارة عن القيام بواجباتها، وإنها غير قادرة على إعطاء العمال ما يحق لهم من إجازات، بسبب ظروف وطبيعة العمل والطلب المستمر والمتزايد لهذه المادة، التي لا يمكن الاستغناء عنها في إنتاج مادة الخبز.
وما يحز في النفس لدى العمال أن أغلب الشركات والمعامل في حلب قد صرفت كل الإجازات لعمالها والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: على أي أساس تتقدم المؤسسة العامة للسكر بتوجيه كتاب لصرف إجازات 50 عاملاً فقط؟.
إننا في «قاسيون» نضم صوتنا لصوت العمال في معمل خميرة حلب لتحقيق مطالبهم كافة، ومطالبين في الوقت ذاته بإنصافهم وإعطائهم حقهم بالبدل النقدي عن الإجازات السنوية المستحقة التي حرموا منها، وتعويضهم عن باقي السنوات التي قضوا فيها عمرهم في خدمة المعمل، والتي سلب حقهم فيها دون وجه حق.