معاناة العمّال المخطوفون في السويداء مستمرة
من هذا الشعب الفقير الدافع الوحيد لفاتورة الفوضى والعنف العمّال السبعة المخطوفون في السويداء، سامح دنّون - عمر رضوان - مرسل أبو غاوي - ناصيف مهنّا - عاصم كيوان - أنور أبو حسّون - لؤي منذر هم حرّاس آبار مياه الشرب في قرية الثعلة في المحافظة الذين خطفوا منذ أكثر من خمسة أشهر، وفشلت حتى الآن كل المفاوضات العشائرية للإفراج عنهم وعجز الأجهزة الأمنية
المعروف منذ بداية الأحداث_إلاّ ما ندر_ عن حل مثل هذه القضايا، وحتى اليوم يعاني حرّاس الآبار في السويداء من غياب أية حماية لهم والجهات المسؤولة عنهم، أكانت المؤسسة العامة لمياه الشرب أو غيرها، ترفض حمايتهم أو التعاون مع ظروف عملهم الخطرة.
خُطّف العمّال السبعة من قبل ما يسمى بـ«جبهة النصرة» التي طالبت بالإفراج عن معتقلين وجثث مقاتلين تابعة لهم، والشاب سامح دنّون لم يكن أمضى سوى أشهر قليلة في وظيفته في مؤسسة المياه بعد أن تخلى عن عمله في أحد معامل القطّاع الخاص الأشهر في السويداء وتخلى معه عن راتب يُحسد عليه من الكثيرين فقط كي يحقق حلمه وحلم كل الشباب السوري بالحصول على وظيفة العمر في القطّاع العام، أمّا العامل لؤي منذر فهو يضع قدماً اصطناعية لأن قدمه مبتورة، ولكل واحد من أولئك العمّال قصته التي تعبر عن عمق المأساة الخاصة والاقتصادية الاجتماعية التي كانوا يعانون منها وتستمر اليوم وتمتد أكثر إلى عائلاتهم وأصدقائهم، وهي امتداد لمعاناة الطبقة العاملة التي تدفع الأثمان مقابل كل الأطراف، الأجور البائسة وغياب القوانين التي تحمي العمّال وتدافع عن حقوقهم ومصالحهم الحقيقية وغياب الأمان الوظيفي وانتشار البطالة والخطف وتدمير المعامل والمنشآت.. وتستمر القائمة الطويلة التي تلاحق عمالنا كل لحظة من حياتهم.
نحن في «حزب الإرادة الشعبية» في السويداء نقف إلى جانب أهالي المخطوفين في مطالبتهم جميع الأجهزة الأمنية والجهات المعنية التحرك بالسرعة القصوى لتحرير المخطوفين وإعادتهم إلى عائلاتهم ومحاسبة تجّار وسماسرة الخطف، وقد نشرنا في العدد «604» مقالاً حول هؤلاء العمّال المخطوفين وننشر اليوم لأن الأزمة لم تحل ونعتبر ما نشرناه بمثابة إخطار لوزارة المصالحة الوطنية في سورية للقيام بدورها وتحرير هؤلاء العمّال، ونطالب كل الوطنيين والشرفاء على اختلاف انتماءاتهم السياسية ومواقفهم الانطلاق من الضرورة الوطنية لإطلاق سراح العمّال وجميع المخطوفين وإعادتهم إلى عائلاتهم فوراً لأن هذه القضية الجامعة التي تتجاوز الانتماءات والتقسيمات الطائفية والعشائرية وحتى السياسية وتعيد فرز الشعب السوري على أسس وطنية، وندعو لتنظيم كل أشكال الاحتجاج السلمي لإطلاق سراح العمّال المخطوفين والمخطوفين كافة في محافظة السويداء حفاظاً على كرامة الوطن والمواطن والتي هي فوق كل اعتبار.