الشيوعيون وعمال النسيج

الشيوعيون وعمال النسيج

كتب‭ ‬الرفيق‭ ‬خالد‭ ‬بكداش‭ ‬أثناء‭ ‬النهوض‭ ‬الكبير‭ ‬للحركة‭ ‬الوطنية‭ ‬والعمالية‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬البلاد‭:‬ «‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬أية‭ ‬مظاهرات‭ ‬شعبية‭ ‬ضد‭ ‬الإمبريالية‭ ‬دون‭ ‬مشاركة‭ ‬الشيوعيين،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬ضعف‭ ‬النقابات‭ ‬أنذاك‭ ‬هو‭ ‬النقص‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬عانت‭ ‬منه‭ ‬حركة‭ ‬العمال‭ ‬والإضراب‮»‬‭ ‬

 

وحسب‭ ‬تقدير‭ ‬الصحافة،‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬النقابات‭ ‬العمالية‭ ‬بضع‭ ‬عشرات‭ ‬وأكبرها‭ ‬كانت‭ ‬نقابة‭ ‬عمال‭ ‬النسيج‭ ‬الحديث‭ ‬برئاسة‭ ‬الشيوعي‭ ‬حسين‭ ‬عاقو‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ ‬النقابة‭ ‬وصار‭ ‬رئيسها‭.. ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬عمال‭ ‬النسيج‭ ‬ونقابتهم‭ ‬طول‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬نضال‭ ‬مستمر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقوقهم،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬جولة‭ ‬من‭ ‬جولاتهم‭ ‬كانت‭ ‬تكتسب‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬السورية‭ ‬تجربة‭ ‬نضالية‭ ‬جديدة‭.. ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1932‭ ‬انطلقت‭ ‬مظاهرة‭ ‬ضخمة‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬عمال‭ ‬النسيج‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬حمص‭ ‬وسارع‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬السوري‭ ‬فوراً‭ ‬إلى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬العمال‭ ‬المضربين،‭ ‬حيث‭ ‬شكل‭ ‬الحزب‭ ‬لجنة‭ ‬لدعم‭ ‬المضربين،‭ ‬قامت‭ ‬بالتضامن‭ ‬مع‭ ‬المضربين،‭ ‬وتقديم‭ ‬المعونات‭ ‬تعزيزاً‭ ‬لكفاح‭ ‬عمال‭ ‬نسيج‭ ‬حمص‭.. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1944طالب‭ ‬أصحاب‭ ‬معامل‭ ‬حلب‭ ‬للنسيج‭ ‬والغزل‭ ‬الكبار‭ ‬بأن‭ ‬تغير‭ ‬الحكومة‭ ‬نظام‭ ‬البطاقات‭ ‬لمصلحتهم‭ ‬وقاموا‭ ‬بأعمال‭ ‬تخريب‭ ‬وأصبحوا‭ ‬يغلقون‭ ‬المعامل‭ ‬محاولين‭ ‬تعطيل‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬ورداً‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬قام‭ ‬عمال‭ ‬الصناعة‭ ‬النسيجية‭ ‬بأنفسهم‭ ‬بتنظيم‭ ‬العمال‭ ‬وأعلنوا‭ ‬للحكومة‭ ‬بأنهم‭ ‬يستطيعون‭ ‬وحدهم‭ ‬تنظيم‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إمداد‭ ‬البلاد‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬ضروري‭ ‬من‭ ‬منتوجات‭ ‬الصناعة‭ ‬النسيجية‭ ‬وأصبحوا‭ ‬بالفعل‭ ‬يحققون‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬المعادية‭ ‬للشعب‭ ‬في‭ ‬سورية‭ ‬خافت‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الشعبية،‭ ‬منها‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة،‭ ‬حيث‭ ‬تواطأت‭ ‬مع‭ ‬الملاكين‭ ‬الكبار‭ ‬فوافقت‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬نظام‭ ‬البطاقات‭ ‬لمصلحتهم‭ ‬بينما‭ ‬تم‭ ‬طرد‭ ‬القادة‭ ‬النقابيين‭ ‬في‭ ‬معامل‭ ‬نسيج‭ ‬حلب‭ ‬هؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬وقفوا‭ ‬ضد‭ ‬الرجعيين‭ ‬وقد‭ ‬استمرت‭ ‬إضرابات‭ ‬عمال‭ ‬النسيج‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1946‭ ‬كان‭ ‬إضراب‭ ‬عمال‭ ‬النسيج‭ ‬من‭ ‬الأقوى‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المضربين‭ ‬العمال‭ ‬الشيوعيون‭ ‬فقد‭ ‬طالب‭ ‬العمال‭ ‬بتطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬انتزع‭ ‬بقوة،‭ ‬والذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬حزيران‭ ‬1946‭ ‬وردت‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬مطالب‭ ‬العمال‭ ‬بان‭ ‬زجت‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬قادة‭ ‬اتحاد‭ ‬نقابات‭ ‬عمال‭ ‬النسيج‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الشيوعيان‭ ‬حسين‭ ‬عاقو‭ ‬وإبراهيم‭ ‬بكري‭ ‬وجرى‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬الحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬ومنع‭ ‬نشاطه‭ ‬وجرت‭ ‬حملة‭ ‬اعتقالات‭ ‬بتهمة‭ ‬الانتساب‭ ‬للحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬ولكن‭ ‬الحزب‭ ‬تابع‭ ‬نضاله‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭. ‬وفي‭ ‬أيار‭ ‬1951‭ ‬قام‭ ‬عمال‭ ‬النسيج‭ ‬في‭ ‬حلب‭ ‬بمظاهرة‭ ‬يطالبون‭ ‬فيها‭ ‬بعودة‭ ‬رفاقهم‭ ‬العمال‭ ‬المسرحين‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬وجرت‭ ‬مظاهرات‭ ‬تضامن‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬سورية‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬حمص‭ ‬وحماة‭ ‬واللاذقية‭ ‬وسار‭ ‬في‭ ‬مظاهرة‭ ‬حمص‭ ‬35‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭.‬