الثناء لعمال سد الفرات العظيم
تعتبر طبيعة العمل من المطالب الواحدة والمترابطة في كل أقسام العمل في سد الفرات لذلك لا يوجد يأس من العمال، لكن توجد مطالب وهي ضرورية، وهم يستحقونها، ونتيجة الأزمة والأوضاع الأمنية الصعبة والاشتباكات التي حصلت بالقرب من السد، جعلت العمال يساعدون بعضهم بعضاً على قاعدة العيش المشترك وتقسيم اللقمة لحين تهدأ الأوضاع، !!
من المؤكد أن حل المشاكل جماعيا يدل على وعي عالٍ عند العمال، خاصة أن المشكلة القائمة عامة وجماعية، والحل الحقيقي هو إعطاء المشكلة حقها الطبيعي بعد أن تم طرحها من الغالبية العظمى من العاملين في المؤسسة العامة للفرات.
إن ما يقارب سبعة آلاف عامل في مدينة الطبقة موقع سد الفرات العظيم، يتَحدونَ قساوة الطبيعة ببردها وحرها وترابها ومطرها، بالإضافة لصعوبات الحالة المعيشية، بعد الخناق عليهم وتضييق مساحة تحركهم بعد سيطرة بعض الميليشيات المسلحة على أجزاء منها، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية تلبية مطالبهم والاهتمام بهم بعيداً عن الموقف الذي أصبحوا فيه، بالإضافة إلى أزمة السكن التي يعانون منها أصلاً طيلة السنوات الماضية.
إننا نقول هذا لأن بعض العمال وخوفاً على حياتهم تركوا عملهم على الرغم من أن ضرورات العمل تتطلب زيادة في اليد العاملة لا تقليصها، حتى طبيعة العمل التي قلنا إنها مترابطة شاقة وقاسية في الصيف والشتاء، والعامل بذلك يحتاج إلى تغذية ليكون مردوده وإنتاجه عالياً، ولكي يتمكن بالتالي من الاستمرار في تقديم هذا المردود أو مضاعفته بشكل يوازي متطلبات العمل الذي يساهم فيه.
العمال في كل رسائلهم يشكونَ من أجورهم المتدنية، وغير المتناسبة مع طبيعة عملهم بعيداً عن المقارنة بين الفئات الأولى والثانية والرابعة، والأزمة زادت من معاناتهم، لأن تلك الأجور القليلة لا تتناسب مع قيمة العمل المبذول على كل المستويات، ناهيك عن ضخامة حجم العمل في مشاريع السد التي بحاجة دائمة إلى فنيين أو خبراء من مستويات مختلفة.
إن كنا مقتنعين أن أصوات العمال والفلاحين ما زالت هي العليا، يجب إنصافهم أيضاً حتى يبقوا كذلك قولاً وفعلاً