سيمين بهبهاني آخر أكبر الشاعرات الإيرانيات
غسان حمدان غسان حمدان

سيمين بهبهاني آخر أكبر الشاعرات الإيرانيات

تُعد الإيرانية سيمين بر خليلي المعروفة باسم سيمين بهبهاني (1927 -2014) والتي توفيت صباح الثلاثاء (19/8/2014) إثر مرض عضال عن 87 عاماً، آخر الشعراء الكلاسيكيين في إيران، وآخر أكبر الشاعرات في البلاد بعد رحيل بروين اعتصامي وفروغ فرخزاد.

بدأت سيمين كتابة الشعر وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وقد أرسلت أمها قصيدتها الأولى إلى مجلة «نو بهار» التي كان يديرها ملك الشعراء بهار ونشرت فيها فورا. وكان مطلعها يقول: «ماذا تفعلين أيتها الجماهير الجائعة؟/ ماذا تفعل أيها الشعب الفقير والحائر؟». ثم توالت قصائدها الأخرى في الصحف والمجلات. كما أنها نشرت خلال أكثر من خمسة عقود من نشاطها الأدبي أكثر من عشرة دوواين شعرية أهمها: «العود المحطم»، «أثر القدم»، «المرمر»، «القيامة»، «خط من السرعة ومن النار» و... « كما نشرت لها عدة مجاميع من القصص القصيرة.. في سني المراهقة درست التمريض وبسبب انتمائها لحزب توده الشيوعي وكتابة مقالة انتقادية عن وضع المدرسة، تم طردها لتختار دراسة الحقوق ومن ثم الأدب، ولكنها اشتغلت كمدرسة في المرحلة المتوسطة لأكثر من ثلاثين سنة، وبموازاة ذلك كتبت أغاني لمطربين معروفين كونها أحد أعضاء لجنة الموسيقى في الإذاعة والتلفزيون الإيرانيين.

وبسبب نشاطها السياسي ودفاعها عن حرية التعبير ومطالبتها برفع الظلم عن المرأة والمساواة بحقوق الرجال وحتى تقرير مصير المرأة من قبل النساء ونيل الاستقلالية، حصلت على جوائز عدة من منظمة حقوق الإنسان، وفي عام 2009 عندما كانت في طريقها إلى باريس للمشاركة في مؤتمر الحركة النسوية لإلقاء محاضرتها، أوقفها رجال الأمن وصادروا جوازها ومنعوها من الخروج...

تعد سيمين بهبهاني المنتمية إلى المدرسة الواقعية، مدرسة مستقلة في الغزل الفارسي حيث يغلب فيه طابع رهافة الحب والعتاب للحبيب بلغة سلسة رقيقة، كما أنها نجحت في تغيير النمط الكلاسيكي والحفاظ عليه في الوقت نفسه عن طريق تغيير ملامح التكرار في كتابة الأوزان والقوافي، لتصبح رائدة الشعر الأنثوي في العصر الراهن كونها تؤكد أنثوية المتكلم وعالمها الدفين مطالبة بإصلاح السلوك الذكوري في المجتمع وهي تعري العنف والقسوة في قصائدها حيث يعد الدفاع عن النساء همّها الأكبر... إلا ان الشاعرة بملاحمها الشعرية الثورية تعكس غضب الشعب بلغة ذكورية وتعكس تمسكها بالتقاليد والابتعاد عن التخلف.

 

نماذج من شعرها:

أيها الراحل عن قلبي، عن جواري، عن خاطري

لا تنظر إلي، فإني لا أطيق نظرتك

لا تنظر إلي، لأن لا شيء سوى مرارة الحزن

يوجد في خاطري من عينيك السوداوين

أيها الراحل عن القلب، قل لي بصدق! لأي سبب

جئت نحوي بالذكريات مرة أخرى؟

إن جئت من أجل تلك الحبيبة الأثيرة

أنا لست هي، لقد ماتت وإني لظلها

................................

لم يتبق من كل ذلك الفرح فينا أثر

بقينا نحن وانكسار خالد للفؤاد

وأصبح معبد صدري المهجور منطفئاً

لا نار فيه، ولا أثر للحرارة فيه

لماذا أزلت أحضان المحبة عنّا؟

فأنت تعلم أن نارنا ليس لها لهيب

....................................

لماذا رحلت، ولماذا أنا مضطربة؟

فملء فكري أن أقوم باحتضانك

لم تقل لي كم هو جميل البدر في هذا المساء ولم تر فؤادي كيف يفقد صبره بسبب الحزن

هلم واسقني خمرا أخرى الليلة

وأترع كأسي العطشى حقيقة

زد الجنون في قلبي المجنون

واجعلني كي أكون ولا أكون

 

المصدر: السفير

آخر تعديل على الأربعاء, 20 آب/أغسطس 2014 22:47