العلم والكرامة الوطنية
لم تتوقف التحركات العسكرية المستمرة لجيش الاحتلال «الإسرائيلي» في جنوب سورية، في محاولات مستمرة للتوغل في الأراضي السورية بالتزامن مع تحليق للطيران في سمائها، ونشر مستمر لفيديوهات وتصريحات مرافقة لتحركاتها العسكرية في محافظتي درعا والقنيطرة.
فقد أثارت مشاهد نشرتها مواقع إسرائيلية تُظهر رفع «العلم الإسرائيلي» في دوار العلم، في القنيطرة. جدلاً واسعاً وغضباً شعبياً بين السوريين، واستفز التسجيل الذي يُظهر جنود جيش الاحتلال وهم يرددون شعارات قيل إنها «النشيد الإسرائيلي» أو «شعارات دينية»، مشاعر السوريين خاصة أنه تزامن مع مشاهد أخرى نُشرت مع تعليق يفيد بأن «الجيش (الإسرائيلي) يعتقل جنود سوريين ويجردهم من سلاحهم ومن ثيابهم ويقوم بتفتيشهم واعتقالهم» في ريف درعا.
يعتقد البعض واهماً أن الهزائم المتلاحقة يمكن لها أن تفقد الشعب السوري كرامته الوطنية والذي دفع ثمنها دماً على مر التاريخ، لذلك يوغل هذا البعض في تحشيد السوريين ضد بعضهم في حرب «الجميع على الجميع» الخاسرة بحيث يفقد الناس الثقة وبوصلة الحركة. وبهذا يقوم هذا البعض سواء أدرك ذلك أو لم يدركه بخدمة عدو السوريين الفعلي المتمثل بالاحتلال «الإسرائيلي»، والذي يزداد توحشاً وإجراماً وعنجهية وصلت إلى حد غير مسبوق، وأدرك العالم كله اليوم حجم عدائها وتناقض وجودها مع شعوب العالم وليس مع الشعبين الفلسطيني والسوري فقط.
يقوم جيش الاحتلال بمداهمة وتفتيش منازل المدنيين ثم ينسحب بعد فترة قصيرة، ويقوم بعمليات اعتقال لبعض شبان المنطقة الجنوبية أحياناً «بهدف جمع المعلومات عن المنطقة، أو محاولة تجنيدهم» حسبما أوردته مواقع إعلامية. ولكن الوقائع على الأرض أثبتت أنهم يرفضون وبشدة طلبات المحتل. وقد يفسر هذا شدة التصلف والعنجهية في محاولات الصهيوني المتكررة لإذلال السوريين.
ولم يتوقف رد السوريين على إهانة سمائهم وأراضيهم وناسها، رغم معاناتهم، وعبّروا في كل مرة يستفزهم فيها العدو وبشكل واضح عن موقفهم. تعكس شعارات حراكاتهم، وخاصة الأخيرة منها على حقيقة موقفهم، فعندما يوحدون بين غزة وكويّا، البلدة التي واجه شبانها قوات الاحتلال بدمائهم، في هتاف: «يا كويا حنا معاك للموت، لا ما نسينا \ لا مانسينا \ والجولان من أراضينا \ وجبل الشيخ غالي علينا \وحيفا ويافا من أراضينا» مع رفع العلمين السوري والفلسطيني وحرق علم الاحتلال، فليس ثمة بيان «أوضح من هذا على ما يريدون ويجمعون حوله.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1246