أخبار ثقافية
«حملة متنامية للعصيان الجماعي»
وقّع عدد من المفكرين والأكاديميين والكتّاب، ومنهم أنجيلا ديفيس ونعومي كلاين، رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة «الغارديان»، دعوا فيها الحكومة البريطانية إلى التراجع الفوري عن قرارها حظر حركة Palestine Action بموجب قوانين مكافحة الإرهاب. وصفت الرسالة القرار بأنّه «هجوم مباشر على الحريات الأساسية»، وفي مقدمتها حرية التعبير والتجمع والاحتجاج. وأشاد الموقّعون على الرسالة بما وصفوه «بالحملة المتنامية للعصيان الجماعي» التي يقودها ناشطون بريطانيون رفضاً للحظر، معلنين دعمهم لمئات المحتجين الذين جازفوا بالتعرض للاعتقال خلال تظاهرة كبرى أقيمت في لندن، حيث رفع المشاركون لافتات تقول: «أعارض الإبادة، أؤيد Palestine Action».
وعبّر الموقّعون عن قلقهم «الخاص» من انعكاسات هذا الحظر، ومن استهداف الحركات المناهضة للاستعمار الذي يفتح الباب أمام موجة أوسع من التضييق على النشاط الأكاديمي والنقابي. وأكدوا أن الدفاع عن حرية فلسطين هو دفاع عن حرية الجميع أيضاً، لأنّ قمع أحد أشكال التعبير يفتح الباب لقمع جميع الأصوات المخالفة. تكشف هذه الإجراءات عن اتجاه متنامٍ لتقييد حرية التعبير عندما يتعارض مع مصالح الدول الحليفة للكيان.
«جسر للحوار» أم ازدواجية في المعايير؟
أعلن «مهرجان تورونتو السينمائي الدولي» (TIFF) تراجعه عن قرار إلغاء عرض وثائقي The Road Between Us: The Ultimate Rescue الذي يقدّم رواية «إسرائيلية» خالصة عن أحداث 7 تشرين الأول 2023، ويركّز على «بطولات» جنرال إسرائيلي في إنقاذ أسرته من هجوم للمقاومة الفلسطينية. في خطوة واضحة تكشف ازدواجية المعايير في المشهد الثقافي الغربي.
يأتي القرار بعد ضغوط من لوبيات «إسرائيلية» وكندية، بحجة «حرية التعبير» و«رفض إسكات الأصوات اليهودية»، رغم أن المهرجان كان قد أبدى مخاوف أولية تتعلق بـ«تصاريح استخدام مقاطع» صوّرتها المقاومة الفلسطينية واعتبارات «السلامة الأمنية» من احتجاجات متوقعة.
بينما تُهمّش الأفلام التي تروي قصص الفلسطينيين أو تكشف فظائع الاحتلال، تُفتح الأبواب على مصراعيها للأعمال التي تتبنّى السردية «الإسرائيلية»، ما يعكس توجهاً ثقافياً يكرّس رواية الظالم على رواية المظلوم. ويطرح كثيرون السؤال التالي: إذا كانت السينما «جسراً للحوار» كما يدّعي المهرجان، فلماذا تُبنى هذه الجسور باتجاه واحد، فتُعزّز رواية الجلّاد، وتُسدّ الطرق أمام أصوات الضحايا؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1239