الأجوبة المحقة

الأجوبة المحقة

ثمة دلالة عميقة في المشهد السوري بعد انتشار أخبار ما حدث في قرى ريف درعا ومواجهة أبنائها لجيش الاحتلال الصهيوني وإيقافه عن التوغل في الأرض السورية. فقد أشعلت مقاطع فيديو قصيرة تدعو إلى الجهاد ضد العدو الإسرائيلي منصات التواصل الاجتماعي التي توحدت في موقفها خلف بارودة أبناء الجنوب السوري ضد المحتل.

رغم أن البحث عن لغة مشتركة بين الناس ليس سهلاً، بوجود اختلافات في الآراء والاتجاهات والمصالح والطموحات والرؤى، لكنه ممكن لإرساء واقع جديد، يستند إلى بنية وطنيّة ومدنيّة متطوّرة. وقد أثبت ذلك المشهد امكانية تحقيقه. فرغم الألم والدم السوري النازف والقلوب المجروحة، تعالت الأصوات الوطنية دعماً وتهليلاً لبطولة أبناء درعا والدعوة لتوحيد الناس في الاتجاه الصحيح.
كما أظهرت إدانة استخدام بعض وسائل الإعلام والتلفزيونات وصف «قتلى» في حديثها عن شهداء القصف الاسرائيلي والمطالبة بالاعتذار وتصحيح الأخبار وعياً وطنياً واضحاً. إضافة إلى انحسار الخطاب التفتيتي الذي أججته وسائل التواصل الاجتماعي ومنصاته، ومثله خطاب اليأس والإحباط الذي يتناسب مع فكرة الهزيمة بينما يدخل التفاؤل في صلب المقوّمات الحيويّة للمقاومة والبناء.
تطرح العنجهية الصهيونية وعدوانها المتكرر على الأراضي السورية أسئلة جدية حول مصير البلاد التي يسعى السوريون إلى بنائها. متمسكين بخيط الأمل، تتملكهم رغبة جماعية في خلاص بلادهم من الاعتداءات ووحدة أراضيها وناسها، توحد دماء شهداء أبنائها الإجابة، وتقدم الفرصة لهم بأن يكونوا كلّاً واحداً يعملون لخير البلاد وتحريرها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1221